كثيرا ما يقع مستخدمو شبكة الإنترنت في العالم العربي ضحية لعمليات نصب وابتزاز عبر الشبكة عن طريق رسائل مجهولة ومواقع مشبوهة كما تتعرض أجهزتهم للاختراق من قبل قراصنة الإنترنت "هاكرز" والعبث بخصوصياتهم . وعن ذلك الوضع وبرامج الحماية المتاحة يقول مدير تسويق شركة ويندوز مصر محمد صلاح، إن شركة "مايكروسوفت" أطلقت حزمة برمجيات جديدة لسد الثغرات الأمنية في نظام التشغيل ويندوز وبرنامج إنترنت إكسبلورر وغيره من البرامج التي تنتجها "مايكروسوفت " تأتي في إطار سعي الشركة المتواصل لحماية وتدعيم الخصوصية والأمان لمستخدمي الكمبيوتر الشخصي في العالم". وأضاف صلاح، في تصريحات إلى "الوطن" أن "هناك بالفعل برامج طرحتها "مايكروسوفت" أخيراً من خلال برنامج إنترنت إكسبلورر 9 والتي تضمن برامج مضادة للفيروسات، وهي برامج لا يتوقف عملها عند مواجهة الفيروسات التي تصيب أجهزة الكمبيوتر فقط وإنما يمتد عملها ليشمل التصدي لمحاولات اختراق الخصوصية". وأشار إلى أن البرامج الجديدة متاح تحميلها بصورة مجانية من خلال موقع "مايكروسوفت" وتحديداً من خلال الرابط الموجود عليه وهو" www.microsoft.com/security". وأكد صلاح أن "هناك 58 مليون شخص حول العالم قاموا بتحميل برامج الحماية ضد الخصوصية، والتي لم تكن موجودة في برامج إنترنت إكسبلورر في مرحلة ما قبل توفر برامج إنترنت إكسبلورر 8 و إنترنت إكسبلورر 9". وأشار صلاح إلى توفر برامج مثل" antimalware" والتي من خلالها "لا يستطيع أي موقع تعقب مستخدم الكمبيوتر، كما أنها تمنح مستخدمي الكمبيوتر القدرة على تصفح الإنترنت بأمان ودون أن يتمكن أحد أو موقع من اختراق الكمبيوتر الخاص به". ويرجع صلاح وقوع كثيرين، في الوطن العربي، فريسة لاختراق الخصوصية إلى عدم توفر الوعي الكامل للمستخدمين العرب بتكنولوجيا حماية الخصوصية. وحذر من أنه من المستحيل إزالة صورة تم نشرها على مواقع الإنترنت، حتى لو قام صاحب الصورة بإزالتها فإن ملايين غيره يمكنهم إعادة تنزيل نفس الصورة في أقل من عشر ثوان. حول كيفية تصفح الإنترنت بطريقة آمنة وكيفية حماية السمعة الشخصية على الإنترنت بما يعني ما هي الصور والأشياء والمعلومات التي يمكن وضعها على شبكة الإنترنت دون خوف، وما هي الصور والأشياء والمعلومات التي لا يجب وضعها على شبكة الإنترنت أو على موقع "فيس بوك". وأضاف صلاح قائلاً " تماشياً مع ذلك التوجه فإن شركة مايكروسوفت ستطلق في 15 نوفمبر المقبل حملة لتوعية طلاب الجامعات في مصر بكيفية تصفح الإنترنت بصورة آمنة دون التعرض لمشكلات اختراق الخصوصية، حيث سنقوم بزيارة 15 جامعة من كافة الجامعات المصرية ". حروب إلكترونية دولية ولا تتوقف عمليات الاختراق عند حدود الأفراد فقط , بل تمتد إلى مواقع عسكرية مهمة وخطيرة ومواقع رسمية تخص مؤسسات كبرى وحكومات. ففي أعقاب الحرب الأخيرة على قطاع غزة، تعرضت المواقع الإسرائيلية الخاصة بأجهزتها الحساسة إلى عمليات اختراق واسعة النطاق من قبل "هاكرز" عرب تعاملوا مع عمليات الاختراق بوصفها واجبا قوميا، وهو ما دفع الجيش الصهيوني إلى الرد من خلال "تكوين وحدة خاصة لمواجهة أخطار الإنترنت وإمكانية اختراق "هاكرز" للمواقع الإسرائيلية، والتي تشمل مكاتب حكومة بنيامين نتنياهو والمؤسسات العامة وصولاً إلى الجيش". وعقب المذبحة التي ارتكبتها إسرائيل في حق المدنيين الذين كانوا على متن قافلة الحرية. جاء الرد الشعبي التركي السريع على شكل هجوم إلكتروني استهدف اختراق المواقع الإسرائيلية وفي اليوم الأول تم اختراق 54 موقعاً على يد 19 من "هاكرز" وضعوا على المواقع المخترقة علمي تركيا وفلسطين، بجانب كلمات معادية لإسرائيل، ومتضامنة مع الفلسطينيين في غزة. وكانت آخر محطات الاختراق السياسي للمواقع التهديد الذي أطلقته كوريا الشمالية بالهجوم على مواقع إلكترونية مخصصة لأغراض الدعاية في كوريا الجنوبية في حالة قيامها بإرسال بث إذاعي ومنشورات معادية لبيونج يانج. ونقلت وكالة أنباء يونهاب الكورية الجنوبية عن رسالة أرسلها الجيش الكوري الشمالي إلى نظيره الجنوبي بأنه سيكون هناك "هجوم فعلي إذا لم توقف سول دعايات ومنشورات معادية لبيونج يانج". ولم تقتصر عمليات اختراق الخصوصية عند حدود السياسة، وإنما امتدت أيضا إلى مجال كرة القدم، ففي أثناء أزمة مباراة مصر والجزائر في تصفيات كأس العالم الأخيرة، اخترق "هاكرز" جزائريون موقع الاتحاد المصري لكرة القدم، حيث وضعوا عليه علم الجزائر. ورد "هاكرز" مصريون بالمثل بعد أن نجحوا في اختراق موقع الاتحاد الجزائري لكرة القدم ووضعوا عليه صورة العلم المصري. كما قام "الهاكرز" باختراق العديد من مواقع المشاهير، وهو ما حدث في أكتوبر الماضي عندما تم اختراق موقع الفنانة رولا سعد، حيث وضعوا لها صورة الفنانة هيفاء وهبي على واجهة الموقع، وهو ما أثار صراعاً ضخماً بين أنصار رولا وأنصار هيفاء وهبي. يذكر أنه في الفترة الأخيرة قام بعض متصفحي الإنترنت باللجوء للقضاء، وذلك بعدما ابتكر المسوقون وغيرهم وسائل جديدة تسمح لهم بتعقب مستخدمي الكمبيوتر على شبكة الإنترنت.