من المرتقب أن تجتمع المجموعة الدولية لدعم سورية، غدا، في ميونيخ الألمانية، في محاولة لإنهاء الصراع السوري. وذكرت صحيفة الجارديان البريطانية، أمس، أن هذا الاجتماع يمكن أن يُمثل الفرصة الأخيرة للتوصل إلى حل سياسي لإنهاء خمس سنوات من الحرب. يأتي ذلك، في وقت تواجه الحرب في سورية منعطفا صعبا، مع تدفق كم هائل من اللاجئين السوريين من حلب إلى الحدود التركية، تزامناً مع الضربات الجوية الروسية التي تساند قوات النظام السوري على الأرض. وقالت الصحيفة إنه ليس هناك أي بصيص أمل من الحراك الدبلوماسي لحل الأزمة في سورية لتخفيف معاناة المدنيين.
تواطؤ أميركي نقلا عن الناشطة المدنية، ريم التركماني "المواطنون السوريون يشعرون بأن القصف الجوي الروسي يتم بموافقة أميركية؛ لذا فهم يشعرون بالخيانة، وهذا أمر كارثي، وهناك شعور بالخسارة". وترى الصحيفة أن المحادثات التي يجريها وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، مع نظيره الروسي، سيرجي لافروف، في جنيف ستكشف إن كانت محادثات جنيف ستستأنف في الموعد الذي حدده المبعوث الدولي لسورية، ستيفان دي مستورا. وأضافت أن استئناف المفاوضات يجب أن تصاحبه بادرة إنسانية على الأقل، تتمثل في إلقاء المساعدات الغذائية من الطائرات على القرى والبلدات المحاصرة. وختمت الصحيفة تقريرها بالقول إن "الأسبوع يبدو مزدحما بالنشاطات والأحداث، ويتمثل ذلك في سقوط مزيد من القتلى، إلا أنه في نهاية المطاف، ليس هناك بصيص أمل بانتهاء الحرب". من جهة أخرى، كشف تقرير لمركز مراقبة الحصار، أن عدد المحاصرين في سورية تجاوز مليون شخص. وأضاف المركز أن نحو مليونا و900 شخص يعيشون في 46 منطقة محاصرة، مما دفع بعض منظمات الإغاثة إلى اتهام الأممالمتحدة بالتهوين من أزمة المحاصرين في البلاد، وفقا لتقرير المراقبة.
بوتين يسحق المعارضة قالت صحيفة "الفايننشيال تايمز" البريطانية في افتتاحيتها، أمس، إن أزمة المهاجرين تزداد تفاقما بشكل يومي، وأضافت أن الحكومات الأوروبية حاولت في الأسابيع القليلة الماضية إبطاء وتيرة تدفق المهاجرين من الشرق الأوسط والبلقان وشمال إفريقيا، وذلك بتجميد بعض مزايا تأشيرة "شنجن" الأوروبية، وفرض معايير جديدة على الحدود. وأضافت "خلال الشهر الماضي، عبر نحو 61 ألف لاجئ الحدود التركية إلى اليونان، أي أكثر 35 مرة من الشهر نفسه العام الماضي. ورغم أن هذا الرقم ليس كافيا لبث القلق في العواصم الأوروبية، فإن العمليات التي يشنها الجيش السوري بمساندة الطيران الروسي على حلب، تهدد بجعل هذه الأزمة أسوأ كثيرا مما كانت عليه من قبل". وأشارت الصحيفة إلى أن الضربات الجوية الروسية أجبرت 100 ألف سوري على الهرب إلى شمال البلاد نحو الحدود التركية، وأضافت "بوتين مصمم على سحق المعارضين السوريين بنفس الضراوة التي انتهجها ضد الشيشانيين"، مؤكدة أنه لا يستخدم طائراته لتعزيز قوة روسيا في الشرق الأوسط فحسب، بل لتأجيج أزمة اللاجئين التي تهدد الاتحاد الأوروبي".
ظلم ومأساة في سياق متصل، قال رئيس الوزراء التركي، أحمد أوغلو، إن نظام الأسد وروسيا يرسلان القنابل على منازل المظلومين والأبرياء يوميا، مؤكدا أن بلاده فتحت أبوابها وقلبها لكل الضحايا والمظلومين، دون تمييز منذ اندلاع الاضطرابات. وأكد أوغلو في كلمته أمام كتلة حزب العدالة والتنمية البرلمانية، أمس، أن نهج بلاده بالوقوف إلى جانب المظلومين لم ولن يتغير، مشيرا إلى أن العالم لم يشهد ظلما ومأساة كالأزمة السورية، منذ الحرب العالمية الثانية. وذكر أوغلو أن قوات الأسد المدعومة بمقاتلين أجانب معظمهم قادم من إيران ولبنان، قطعوا الطريق الواصل بين حلب وتركيا، ويمنعون عبور المساعدات الإنسانية، مؤكدا أن موسكو تواصل قصف أهداف مدنية لا علاقة لها بالإرهاب، وأن بلاده تمتلك معلومات عن مكان سقوط كل قذيفة أطلقتها روسيا في سورية، متوقعا تدفق نحو 70 ألف نازح نحو الأراضي التركية، في حال استمرت العمليات العسكرية في حلب وريفها.