منذ سنوات وأهالي عدد من أحياء مدينة خميس مشيط ينتظرون نقل موقع سوق الأغنام والإبل ومسلخ البلدية، المجاور لمنازلهم، ورغم وعود مسؤولي البلدية وأحكام قضائية بإزالة السوق والمسلخ إلا أن شيئامن ذلك لم يحدث، علما بأن موقع السوق الجديد جاهز وليس فيه أي عوائق تمنع الانتقال إليه. إزالة السوق أقر رئيس بلدية محافظة خميس مشيط السابق الدكتور عبدالله الزهراني في عام 1429، بأن هناك أضرارا صحية على المجاورين للحظائر ومسلخ البلدية، إضافة إلى أنها تعد تشويها للمنظر العام للمنطقة، كونها على شارع مزدوج، إضافة إلى أنها قامت بطريقة عشوائية وغير نظامية، إذ رفع إلى محافظة خميس مشيط طلبا بالتوجيه لشرطة المحافظة لدعم البلدية في إزالة الشبوك والحظائر. ووجه أمين منطقة عسير السابق حمدان العصيمي في عام 1430، بلدية خميس مشيط بأنه صدر توجيه نائب وزير الشؤون البلدية والقروية "آنذاك" الأمير الدكتور منصور بن متعب بنقل السوق إلى موقع آخر بناء على تقرير مندوب الوزارة الذي وقف على موقع شكاوى المواطنين بالسوق، موضحا أن هناك توجيهات أخرى سبقت توجيه نائب الوزير، إضافة إلى خطابين آخرين صادرين من أمانة عسير، تؤكد على ضرورة إيجاد الحلول. وصدر حكم ديوان المظالم "المحكمة الإدارية" قبل نحو عامين بإلزام بلدية محافظة خميس مشيط، بنقل السوق ورفع الضرر عن سكان الأحياء المجاورة، فيما تبعه حكم آخر أصدرته محكمة الاستئناف الإدارية لذلك الحكم السابق، تضمن تأييد الحكم السابق.
وعود المسؤولين أكد رئيس بلدية محافظة خميس مشيط الدكتور مسفر الوادعي إلى "الوطن" قبل نحو 3 سنوات، أن العمل جار على المشروع الجديد للسوق على طريق مركز وادي بني هشبل شمال المحافظة، وبدأت المعدات التابعة للبلدية فعلياً بتهيئة الموقع كمرحلة أولى، يليها التنفيذ للمخطط المعتمد للسوق الذي روعيت فيه المداخل والمخارج وانسيابية الحركة المرورية لمواجهة الضغط وخاصة وقت المواسم. وبين أن هناك أمورا نظامية مرتبطة بنقل السوق، من أهمها الارتباط بعقد مع متعهد مسلخ البلدية وهو ما زال ساري المفعول حالياً، ولن تتمكن البلدية من إجبار المتعهد على إغلاقه والانتقال إلى الموقع الجديد إلا بعد انتهاء مدة العقد. الوادعي بعد سنوات من تصريحاته السابقة بين في تصريح جديد نشرته "الوطن" مؤخرا، أنه يجري العمل حالياً لإنشاء سوق للمواشي ومسلخ، ووضعت التصاميم اللازمة ليكون سوقا نموذجيا على أحدث طراز ليقدم خدمات متميزة لسكان المحافظة وما جاورها. في ذات السياق، صرح مسؤول الاستثمار ببلدية المحافظة سعد خماش لإحدى القنوات الفضائية قبل أشهر، بأن موعد فتح مظاريف موقع السوق الجديد سيكون نهاية صفر الماضي.
الوادعي: لا تاريخ محدد أكد رئيس بلدية محافظة خميس مشيط الدكتور مسفر الوادعي، أنه ليس هناك تاريخ محدد لنقل السوق لموقعه الجديد، موضحا أن البلدية خططت الموقع الجديد واعتمدته وسوته، وتم طلب اعتماد مشروع سفلتة وأرصفة وإنارة للموقع، وتم طرحه في منافسة عامة، ورفع العقد للوزارة قبل الحج للتوقيع، ولا زال قيد الانتظار، متطلعا إلى أن يتم توقيع العقد خلال الأيام المقبلة. وأضاف أن البلدية طرحت إنشاء المسلخ وحظائر المواشي في منافسة عامة، ولم يتقدم لها أحد حتى تاريخه، مشيرا إلى أن عقد مستثمر السوق الحالي ينتهي بنهاية العام الجاري، وللأهالي الحق في العتب على البلدية، متمنيا تحقيق مطالبهم عاجلا.
الموقع الحالي والجديد رصدت زيارة ميدانية ل"الوطن" في موقع السوق الحالي، ملامح العشوائية، التي ظهرت جلية في الكثير من المواقع داخل السوق، إضافة إلى ممارسة نشاط البيع وعرض المواشي خارج الحظائر التي تعاني من التنظيم، إضافة إلى وقوف عدد من سائقي المركبات على جنبات الطرق الداخلية لبيع مواشيهم بطريقة عشوائية وغير حضارية. وأظهرت جولة "الوطن" على موقع سوق الأغنام والإبل المزمع إقامته في شمال المحافظة، غياب الأعمال الإنشائية في الموقع، فيما لم يظهر إلا تهيئة الموقع ومسحه بالمعدات، مما يشير إلى أن انتقال السوق للموقع الجديد ما زال يحتاج إلى المزيد من الوقت.
طرق أبواب الجهات المعنية علمت "الوطن" من مصادر مطلعة، أن أصوات المواطنين المتضررين من أسواق الأنعام والمواشي ارتفعت للمقام السامي، وإمارة منطقة عسير، ومحافظة خميس مشيط، إضافة إلى وزارة الشؤون البلدية والقروية، كما وصلت للمجلس البلدي في المحافظة، وهيئة مكافحة الفساد، وجاءت التوجيهات في مجملها بضرورة إزالة الضرر عن المواطنين، فيما لم تنفذ تلك التوجيهات حتى حينه.
أضرار موقع المواشي تجاوره محطة للصرف الصحي انتشار روائح كريهة، وبعوض ومخلفات متراكمة حظائر وباعة ومركبات عشوائية داخل السوق كلاب ضالة تنتشر بالموقع، وتزعج السكان جثث المواشي النافقة بالقرب من الحظائر خروج الإبل بطريقة سائبة إلى الطريق السريع تواجد العمالة ومبيتهم بالحظائر ازدحام الطرق المجاورة بالباعة والمتسوقين