اعتاد المجتمع اليمني احترام المرأة وعدم إهانتها، وظل يحافظ على ذلك التقليد إلا أن المتمردين الحوثيين تجاهلوا ذلك، ومارسوا العديد من الاعتداءات عليها، وبالأمس تظاهرت مجموعة من النساء في صنعاء لإطلاق أقاربهن المختطفين، لكنّ الانقلابيين اعتدوا عليهن بالضرب والشتم. تظاهرت عشرات النساء في العاصمة صنعاء، للمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين، ووقف إجراءات ملاحقة ومطاردة الناشطين السياسيين. وطافت المشاركات في المظاهرة التي نظمتها حركة "STOP" النسوية عددا من الشوارع، وتوقفت أمام جامعة صنعاء، ورفعت العديد من اللافتات المطالبة بالإفراج عن المختطفين لدى ميليشيات الحوثي وصالح. كما رددن هتافات تنادي بعودة الشرعية. وكعادتهم في التصدي للتظاهرات وقمع الرأي الآخر، هاجم عناصر مسلحون يتبعون الجماعة الانقلابية المشاركات في المظاهرة، واعتدوا عليهن بالضرب، ووجهوا إليهن شتائم مقذعة، كما اقتادوا بعضهن إلى أقسام الشرطة، وطالبوا البقية بفض التجمع والمغادرة، إلا أن المحتجات رفضن التهديد ودعون إلى الإفراج الفوري عن أقاربهن المختطفين في سجون الميليشيات ومعتقلاتها. وكان المرصد الأورو متوسطي لحقوق الإنسان قد سجل في تقرير له، اختطاف أربع نساء في الأشهر الماضية من جماعة الحوثي، ثلاث حالات في العاصمة صنعاء وحالة واحدة بمحافظة إب. تقاليد راسخة استنكر عدد من اليمنيين اعتداء الانقلابيين على النساء، مشيرين إلى أن الاعتداء على النساء كان يعتبر حتى فترة ما قبل الاحتلال الحوثي من كبائر الذنوب والأفعال المشينة. وأضافوا أن ميليشيات التمرد التي لا تضع أي اعتبار للأعراف المجتمعية دأبت كثيرا على مهاجمة النساء والاعتداء عليهن. وقال المحلل السياسي سامي اليافعي "هذه الجماعة التي لا تلتزم بأي أخلاق، والغريبة عن كل تقاليد وأعراف المجتمع اليمني الراسخة، استهانت بكل مقدسات اليمن، فهدمت المساجد، ومنعت المصلين عن دخول بيت الله، وفرضت عليهم أئمة وخطباء مذهبيين يروجون لأفكارها من على المنابر. لذلك لم يكن غريبا أن تعتدي على النساء وتضربهن في عرض الشارع، وهذا يؤكد أنها لا تملك رصيدا أخلاقيا أو مجتمعيا". وأضاف "منذ قديم الزمان عرفت اليمن بأن مجتمعها يحتكم إلى مجموعة من الأعراف والقواعد والحلول التقليدية، لتجاوز أي مشكلات أو خلافات. إلا أن الحوثيين قتلوا كل جميل في اليمن، حتى الأعراف والقيم القبلية الإيجابية".
الاستهانة بأعراف المجتمع يقول الناشط السياسي في عدن، سالم منصور "لم يكن أكثر المتشائمين يتوقع أن يأتي اليوم الذي تهان فيه المرأة على مرأى ومسمع من الجميع، حيث تتعرض للتوقيف وللتفتيش، وتعاني القتل والاختطاف في الشارع أو المنزل. كما لا يتورع الانقلابيون الحوثيون عن مداهمة البيوت واقتحامها وانتهاك حرماتها، وبينما كان العرف القبلي يحافظ على كثير من حقوق المرأة التي لا يوفرها القانون اليمني، إلا أن البلاد اليوم أصبحت بلا قانون ولا عرف قبلي يحد من الممارسات الهمجية وغير المسؤولة". وأضاف "تعارف اليمنيون على تعريف كل اعتداء على المرأة، مهما كان السبب والمبرر، بأنه "عيب أسود"، وتتم معاقبة كل من يقترف هذا الذنب بالمقاطعة التامة من كافة أفراد المجتمع، فلا يتعاملون معه في بيع أو شراء، ولا يرتبطون معه بزواج أو نسب، لكن هؤلاء الغرباء عن قيمنا ومجتمعنا لم يعرفوا مثل هذه القيم النبيلة".