احتجاجا على الممارسات القمعية التي تمارسها جماعة الحوثي المتمردة بحق الناشطين السياسيين في اليمن، وانتهاكاتها لحقوق كل من يناوئها أو يرفض مخططاتها التوسعية، والأزمة التي أدخلت فيها البلاد، نظمت عشرات العائلات وأسر المختطفين وقفة احتجاجية أمام بوابة محافظة إب، للمطالبة بالإفراج عن المختطفين، ووقف انتهاكات حقوق الإنسان والاختطافات التي تقوم بها الميليشيات. ونظمت الوقفة بمشاركة ناشطات حقوقيات بالمحافظة، حملن فيها صور أهاليهن المختطفين لدى ميليشيات الحوثي وصالح. كما رفعن لافتات وشعارات معبرة عن مطالبهن بالكشف عن أماكن اعتقال المختطفين، وسرعة الإفراج عنهم، وأدّن جرائم الإخفاء القسري، دون وجه حق، وبطرق غير قانونية، تفتقر للأخلاق والإنسانية، على حد قول عدد من المتظاهرات. ودعت المتظاهرات إلى رحيل ميليشيات الانقلابيين من محافظة إب ومن كل المدن، وإرجاع مؤسسات الدولة اليمنية التي احتلوها بقوة السلاح، واستعادة هيبة الدولة والشرعية الدستورية، وسحب الأسلحة الثقيلة من شوارع المدن والمحافظات، ومحاسبة الحوثي وصالح على جرائمهما بحق الشعب والإنسانية. كما جددن دعمهن للشرعية الممثلة في الرئيس عبد ربه منصور هادي، كما أعلن تأييدهن قرارات مؤتمر الرياض. واستنكرن استخدام المختطفين دروعا بشرية معتبرات ما جرى قبل أيام من مقتل الصحفيين، عبدالله قابل، ويوسف العيزري، جريمة بشعة بكل المقاييس يجب محاكمة مرتكبيها. وفي العاصمة صنعاء، نفذت وقفة نسائية مماثلة أمام محكمة الاستئناف، للمطالبة بإطلاق سراح المختطفين لدى ميليشيات الحوثي والمخلوع ورحيلها من صنعاء. ورفعت المحتجات صورا ولافتات تطالب بوقف تجاوزات الميليشيات الانقلابية ضد المختطفين، وحملتها المسؤولية الكاملة عن حياة وصحة المختطفين. وكما هو متوقع، فقد اعتدت الشرطة النسائية التابعة لميليشيات الحوثي والمخلوع على المحتجات، وحاولت تفريقهن أمام مبنى المحكمة، كما اختطف رجال أمن المحامي محمد الهناهي، الذي كان ضمن فريق حقوقي مشارك في الوقفة الاحتجاجية. وتأتي هذه الفعالية استمرارا للجهود التي تبذلها حركتا كفى، ودعوني أعيش، لإطلاق سراح المختطفين الذين يقبعون في معتقلات الحوثي. وتزايدت في الفترة الأخيرة وتيرة الغضب والسخط في كل أرجاء اليمن، جراء الجرائم البشعة التي ترتكبها ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح بحق المختطفين من الناشطين في مجال حقوق الإنسان وقادة الأحزاب والإعلاميين. وكانت ميليشيات الحوثي شنت حملة اعتقالات واسعة ضد المناوئين لها منذ اجتياحها للعاصمة صنعاء يوم 21 سبتمبر من العام الماضي، وتزامن ذلك بالتوجه لقمع الحريات وإغلاق وسائل الإعلام ومضايقة الصحفيين، لكن حملتها المسعورة زادت بداية عمليات عاصفة الحزم، فاعتقلت خلال يومين أكثر من 500 من الناشطين السياسيين والإعلاميين. وما زال الكثير من هؤلاء يقبعون في سجون الميليشيات، ويتعرض معظمهم لصنوف التعذيب والاضطهاد. وكانت الناشطة السياسية توكل كرمان، الحائزة على جائزة نوبل، دانت ممارسات الحوثيين، وقالت على صفحتها الرسمية بموقع فيسبوك "أنعي إلى الوسط الصحفي في اليمن، وإلى كافة أبناء الشعب اليمني استشهاد اثنين من الإعلاميين اليمنيين، هما عبدالله قابل، ويوسف العيزري، وإصابة حسين العيسى بجروح بليغة، بعد أن اختطفتهم ميليشيا الحوثي ووضعتهم كدروع بشرية في إحدى ثكناتها العسكرية بمحافظة ذمار". وأضافت "ندين مجددا عملية اختطافهم ووضعهم دروعا بشرية، ونعد هذه الجريمة الوحشية جريمة ضد الإنسانية، يتعين أن لا يفلت مرتكبوها من الملاحقة والعقاب".