تظاهرت مجموعة من النساء اليمنيات في العاصمة صنعاء الخميس الماضي، رفضا لممارسات لجماعة الحوثيين، المتمثلة في الاعتداء على المدنيين العزل، واختطاف الناشطين الشباب، وإخفائهم قسريا في معتقلات ومراكز توقيف غير نظامية، إضافة إلى اتخاذهم دروعا بشرية. ونظمت المظاهرات حركة "إرادة" النسائية التي نددت بوجود الحوثيين في الحكم، وبما آلت إليه أوضاع البلاد جراء الانقلاب على الحكومة والشرعية وأسفرت عن انعدام تام في الخدمات الأساسية الضرورية. كما نددت الفعالية النسوية بتجاوزات ميليشيات الحوثيين، واحتكارها موارد وإمكانات الشعب، وتجييرها لخدمة مصالحها الخاصة، وتمويل حروبها التي تشنها على أبناء الشعب اليمني، مؤكدة أن تردي الأوضاع المعيشية تسبب في أزمة إنسانية خانقة، يعانيها سكان اليمن بشكل عام، وتنذر بكارثة لا تحمد عقباها.ورفعت المتظاهرات خلال الوقفة الاحتجاجية، شعارات تطالب الميليشيات بالكف عن العبث، وعدم ادخار مقدرات الشعب وثرواته في مخازنهم لاستخدامها في حروبهم العبثية الظالمة، ومعاقبة الشعب اليمني، ومنعه من العيش بأبسط الخدمات. وكانت ميليشيات الحوثي اجتاحت العاصمة في الحادي والعشرين من سبتمبر من العام الماضي، وما إن انقلبت على السلطة الشرعية وتفردت بمؤسسات الدولة حتى أدخلوا الشعب في مشكلات لا عهد له بها. وهذه ليست المرة الأولى التي تخرج فيها مسيرات وفعاليات احتجاجية نسوية، في الوقت الذي انعدمت فيه أي فعاليات مناهضة للحوثيين وصالح، نظمها الرجال منذ إعلان الحرب على المحافظات الرافضة لوجودهم.وكانت مظاهرات مشابهة خرجت الأسبوع الماضي في محافظة إب، حيث تظاهرت مئات النساء احتجاجا على الممارسات القمعية التي تمارسها جماعة الحوثي المتمردة بحق الناشطين السياسيين في اليمن، وانتهاكاتها حقوق كل من يناوئها أو يرفض مخططاتها التوسعية، والأزمة التي أدخلت فيها البلاد، نظمت عشرات العائلات وأسر المختطفين وقفة احتجاجية أمام بوابة محافظة إب، للمطالبة بالإفراج عن المختطفين، ووقف انتهاكات حقوق الإنسان والاختطافات التي تقوم بها الميليشيات. ونظمت الوقفة بمشاركة ناشطات حقوقيات بالمحافظة، حملن فيها صور أهاليهن المختطفين لدى ميليشيات الحوثي وصالح. كما رفعن لافتات وشعارات معبرة عن مطالبهن بالكشف عن أماكن اعتقال المختطفين، وسرعة الإفراج عنهم، ودانوا جرائم الإخفاء القسري دون وجه حق، وبطرق غير قانونية، تفتقر إلى الأخلاق والإنسانية، على حد قول عدد من المتظاهرات.ودعت المتظاهرات إلى رحيل ميليشيات الانقلابيين من محافظة إب ومن كل المدن، وإرجاع مؤسسات الدولة اليمنية التي احتلوها بقوة السلاح، واستعادة هيبة الدولة والشرعية الدستورية، وسحب الأسلحة الثقيلة من شوارع المدن والمحافظات، ومحاسبة الحوثي وصالح على جرائمهم بحق الشعب والإنسانية. كما جددن دعمهن للشرعية المتمثلة في الرئيس عبدربه منصور هادي، كما أعلن تأييدهن قرارات مؤتمر الرياض. واستنكرن استخدام المختطفين دروعا بشرية، وعددن ما جرى قبل أيام من مقتل الصحفيين، عبدالله قابل، ويوسف العيزري، جريمة بشعة بكل المقاييس يجب محاكمة مرتكبيها.