تواصلت ردود الأفعال الواسعة داخل كافة محافظات اليمن على الجريمة التي أقدمت عليها قوات التمرد الحوثي خلال اليومين الماضيين، عندما اعتدوا على عدد من النساء اللائي تظاهرن ضد ممارسات ميليشيات الانقلابيين، وإقدامها على اختطاف عدد من اليمنيين. وأشار سياسيون إلى أن هذا التصرف الغريب عن أخلاق الشعب اليمني وعاداته العريقة وتقاليده التي ترفض المس بالنساء، أو مجرد اعتراض سبيلهن، يؤكد أن هذه الجماعة التي اعتادت على ممارسة العنف "بعيدة عن الواقع اليمني، ولم تتشرب عاداته الحميدة، ولم تعرف السير على تقاليده التي توارثوها أبا عن جد". حيث يعتبر الاعتداء على المرأة من كبائر العيوب والنقائص، التي تضع مرتكبها تحت قائمة ما يسمونه "العار الأسود". تصرف دخيل وقال عضو مجلس النواب اليمني مفضل إسماعيل الأبارة إن هذا التصرف دخيل على المجتمع، ولا يمثل أيا من فئاته أو أطرافه. وأضاف في تصريحات صحفية أمس "ما أقدمت علية الميليشيات الحوثية من اختطاف للنساء يؤكد أنها لا تريد أن تغرب عن حياتنا إلا وقد ارتكبت كل مذمة ونقيصة وعار. وكنا إلى وقت قريب ما زلنا نحمد لهم أن أياديهم القذرة لم تصل إلى النساء والحرمات، لكن يأبى جهلهم وحماقتهم إلا أن تصفعنا بالحقيقة المرة، وهي أنهم لا يملكون أي قيمة أو مبدأ أو مروءة، حتى إذا ما ذهبوا غير مأسوف عليهم، لا يذكر لهم الشعب أي مكرمة، ويتأكد أنهم قد ارتكبوا في تاريخهم القصير وحقبتهم السوداء كل نقيصة ومذمة وعار، لعل آخرها الاعتداء على النساء واعتقالهن". ومضى الأبارة بالقول إن هذه الميليشيات ينبغي أن تواجه بردة فعل شعبية عنيفة، جزاء ما أقدمت عليه بحق المرأة، وأن يتم التصدي لها بواسطة ثورة شعبية تلزمها بالتراجع إلى مناطقها الأصلية، وأن تنسحب من كافة المدن والمحافظات التي اجتاحتها بعد الحادي والعشرين من سبتمبر من العام الماضي. نازية وفاشية من جانبه، وصف عضو مجلس النواب، عبدالكريم الأسلمي، ما أقدمت عليه الحركة المتمردة بأنه سابقة في تاريخ اليمن، لم يحدث أن ارتكبتها من قبل أي جماعة سياسية، حتى في أصعب الظروف والأحوال. مشيرا إلى أنه حتى في أيام التظاهرات أو الحروب، ظلت المرأة اليمنية مصانة مكرمة، لأن الجماعات السياسية تخشى من مجرد الاقتراب منها، لأن من شأن ذلك أن يثير حفيظة كافة فئات الشعب. ووصف الأسلمي الحركة الحوثية ب"النازية والفاشية"، لكونها تسير على نفس المبادئ والأهداف، وبنفس الأدوات والوسائل. وأضاف في منشور على حسابه الرسمي بموقع "فيسبوك": "يجب معاملة جماعة الحوثيين كما جرى التعامل مع الحركة النازية والفاشية، وغيرها من الحركات التي تم منعها وتجريمها في العالم. إذا لم يتم تجريم الانتماء إلى هذه الحركة في الدستور، فإن الاستقرار سيكون بعيد المنال في البلاد". وتابع قائلا "في عرفنا كيمنيين محافظين، فإن المرأة ينبغي أن تظل بعيدة عن كل ما من شأنه أن ينتهك حرمتها أو خصوصيتها، ولم يحدث أبدا أن تجرأت عليها جماعة أو حزب، حتى خلال ثورة 2011، كانت المرأة بعيدة عن الأحداث، لكن إقدام المتمردين الحوثيين على اعتقال بعض النساء، بعد الاعتداء عليهن بالضرب، يؤكد أنها جماعة دخيلة على هذه البلاد الطيبة، وغير مؤهلة للبقاء فيه، ناهيك عن محاولة الإمساك بزمام الحكم.