وسط تعتيم إعلامي كثيف، يواصل طرفا النزاع في جنوب السودان مشاوراتهما لتنفيذ اتفاق السلام الذي تم توقيعه في أغسطس من العام الماضي، تحت ضغوط دولية وإقليمية. وكشفت مصادر من داخل المشاورات في تصريحات إلى "الوطن" أن هناك صعوبات عديدة تعوق تنفيذ الاتفاق، بسبب التباعد الشديد في مواقف الطرفين، لدرجة أن بعضهم هدد بالعودة إلى الحرب، إلا أن وسطاء من الاتحاد الإفريقي وبعض الدول الكبرى يبذلون جهودا مكثفة لتقريب المواقف. وأضاف المصدر –الذي اشترط عدم الكشف عن هويته– أن هناك تقدما تم تحقيقه في بعض الملفات، مثل تقاسم السلطة، بينما يجري التشاور حول تنفيذ عدد من الملفات التي لا تزال تشكل محور خلاف، مثل بند الترتيبات الأمنية، واستيعاب جيش المتمردين في القوات المسلحة. ويقود وفد المتمردين، زعميهم، رياك مشار، ما يؤكد وجود رغبة قوية في إنهاء الحرب التي شردت عشرات الآلاف وتهدد الملايين بالموت جوعا. ويتولى رئيس بوتسوانا السابق، فستوس موجاي مهمة الإشراف على التنفيذ الكامل لاتفاق السلام، وعينه الاتحاد الإفريقي في رئاسة هذه اللجنة لإكمال المهمة. وحث موجاي في كلمته الافتتاحية في الاجتماع الافتتاحي للجنة في جوبا، بحضور وفد المتمردين الذي وصل البلاد الإثنين الماضي، ويضم 15 عضوا، على تنفيذ اتفاق السلام. وعدّ وصول الوفد المعارضة إلى جوبا دلالة على بداية إنهاء الأزمة.