دعا رئيس اللجنة المكلَّفة بمراقبة اتفاق السلام في جنوب السودان، فيستوس موجاي، أطراف النزاع إلى تسريع التطبيق، وذلك على خلفية مخاوف متزايدة من انهيار العملية. واعتبر فيستوس موجاي، خلال مؤتمر صحفي عقده أمس في جوبا، أن «الاتفاق يوفِّر سبيلاً للعيش في سلام»، ودعا الأطراف إلى تسريع تطبيق العملية «خصوصاً فيما يتعلق بتجميع قواتهم». وينص الاتفاق، الذي وُقِّعَ في أواخر أغسطس الماضي، على جمع الجيش الحكومي، الموالي للرئيس سلفا كير ميارديت، وجيش التمرُّد، الذي يقوده نائبه السابق رياك مشار، قواتِهما في الأيام الثلاثين التي تلي التوقيع. ومضى هذا الأجل منذ شهرين. وأبدى موجاي، وهو رئيس سابق لبوتسوانا، قلقه من «المعارك المستمرة في ولاية الوحدة الشمالية الغنيَّة بالنفط رغم وقف إطلاق النار المنصوص عنه في الاتفاق». في سياقٍ متصل؛ حذرت الولاياتالمتحدة والمملكة المتحدة والنرويج، رعاة استقلال جنوب السودان في يوليو 2011، من أن عملية السلام ستفقد جدواها إذا استمر المتحاربون في تجاهل الاستحقاقات. ودعت البُلدَان الثلاثة، في بيانٍ مشترك، قادة جنوب السودان إلى تشكيل الحكومة الانتقالية على الفور، والتعهد مجدداً باحترام المهل المحددة في الاتفاق «وإلا مُنِيَت عملية السلام بالفشل». وينص الاتفاق على بدء فترة انتقالية ونزع السلاح في جوبا خلال 90 يوماً على وشك أن تنتهي. لكن جيش الحكومة لم يبدأ انسحابه إلا في ال 23 من نوفمبر الجاري، مما جعل من الصعب التقيد بهذا الاستحقاق، فيما لم يصل أي وفد متمرد إلى العاصمة لتطبيق الشق السياسي. وغَرِقَ هذا البلد في حرب أهلية في ديسمبر 2013، عندما اندلعت معارك بين القوات الموالية لكير والقوات الموالية لمشار، بسبب التنافس بين الرجلين على السلطة.