فيما تعاني جماعة الحوثيين الانقلابية في العاصمة اليمنية الهجمات التي يشنها عليها مقاتلو مقاومة آزال، ازدادت المعاناة بظهور تنظيم شبابي يطلق على نفسه مسمى "الصنعانية"، حيث شنت عناصر الأخير عددا من الهجمات داخل العاصمة صنعاء، وقاموا بعمليات تصفية كثيرة لعناصر قيادية في الجماعة المتمردة. وأشارت مصادر ميدانية إلى أن "الصنعانية" هم مجموعة من الشباب، تعمل بشكل منفرد على شكل مجموعات مستقلة، هدفها إسناد هجمات الثوار، وتقتصر عملياتهم على تصفية عناصر مختارة من التمرد، غالبا ما يكونون قيادات عسكرية أو ميدانية، إضافة إلى ناشطين في مداهمة منازل رموز المقاومة. وقال المصدر -الذي طلب عدم الكشف عن اسمه- في تصريحات إلى "الوطن" إن كافة عناصر الصنعانية هم من الشباب غير المرصودين لأجهزة الأمن التابعة للانقلابيين، ويتحركون في مجموعات بسيطة لا تثير الريبة، ويستخدمون أسلحة خفيفة لا تلفت النظر، غالبا ما تكون عبارة عن مسدسات شخصية، ويبادرون فور انتهاء عملياتهم إلى العودة لمنازلهم، مما يصعب من مهمة ملاحقتهم أو ضبطهم. وتابع المصدر قائلا "أسلوب الصنعانية يشابه إلى حد كبير أسلوب الذئاب المنفردة، فلا مجموعة تدري عن الآخرين شيئا، ولا يوجد تنسيق بين أفرادها، وكل فريق يعمل بشكل مستقل لتحقيق أهداف تصب جميعها في مصلحة الثورة على الميليشيات الانقلابية. هواجس المخلوع أكدت مصادر داخل حزب المؤتمر الشعبي العام أن مخاوف عدة باتت تلاحق المخلوع علي عبدالله صالح في الفترة الأخيرة، وأصبح يخشى من تعرضه للتصفية، مما دفعه لاتخاذ كثير من التدابير الاحترازية، لتعزيز إجراءات سلامته الشخصية، ويضفي كثيرا من الغموض والسرية حول تحركاته غير المعلنة. وأشارت المصادر إلى أن اقتراب قوات المقاومة الشعبية وعناصر الجيش الموالي للشرعية دفع المخلوع إلى تشديد إجراءات حمايته، مضيفة أنه قلَّص عدد أفراد حراسته إلى أقصى حد، وحصر تحركاته في أضيق نطاق. وكشفت المصادر أن المخلوع قطع منذ أيام اتصالاته مع القيادات الميدانية الحوثية، واستعاض عن ذلك بالتواصل مع اثنين من قيادات الحرس الجمهوري، لنقل توجيهاته الميدانية للوحدات العسكرية الموالية له. ولفتت إلى أن صالح رفض نصيحة مقربين منه بالخروج من العاصمة صنعاء إلى منطقة مجاورة، لتوجسه من احتمالات تعرضه لكمين أو إحاطة الحوثيين بمكان انتقاله. وكانت تقارير قد أشارت خلال الفترة الماضية إلى أن صالح وقياداته العسكرية بدؤوا يفقدون السيطرة على بعض المعسكرات الآمنة في صنعاء، إثر تعرضها ومخزونها من السلاح لضربات طيران التحالف العربي، وخروجها عن سيطرة القيادات الموالية لصالح، لعجزها عن التصرف وفق المستجدات التي أصبحت لا تسير في مصلحة الانقلابيين.
انتفاضة صنعاء أكد المحلل السياسي سليم الزايدي أن تسريع معركة استعادة صنعاء من ميليشيات الحوثيين وفلول المخلوع علي عبدالله صالح يمثل أولوية للمقاومة، مشيرا إلى أن السيطرة على العاصمة تمثل إعلانا رسميا بانتهاء التمرد، مشيرا إلى اتساع نطاق التحالف بين المقاومة الشعبية والقبائل المحيطة بالعاصمة، وأكد أن عددا من مشايخ القبائل والوجهاء سيلحقون بركب الشرعية خلال الفترة المقبلة. وأضاف الزايدي "ما فعله المتمردون الحوثيون وحلفاؤهم في صنعاء خلال الفترة الماضية يجعلها مهيأة تماما للانتفاضة الداخلية، بسبب تزايد المظالم والتصرفات العدوانية التي ارتكبوها ضد المدنيين. وكثير من الشواهد تؤكد أن سكان العاصمة سيبادرون فور انطلاق معركة التحرير للانحياز إلى المقاومة، ولن تجد قوات التحالف كبير عناء في طرد الانقلابيين خارج صنعاء.