قبيل ساعات من انطلاق مفاوضات جنيف2 لحل الأزمة اليمنية، أكملت قوات المقاومة الشعبية وعناصر الجيش الموالي للشرعية سيطرتها على معظم محافظة الجوف، وكبدت ميليشيات الحوثيين وفلول المخلوع علي عبدالله صالح، خسائر فادحة في الأرواح والمعدات العسكرية. وأشارت مصادر ميدانية إلى أن مواجهات هي الأعنف تدور بين الثوار وفلول الانقلابيين، على مشارف مركز المحافظة الحزم وفي منطقة مجزر ومحيطها. وقال المركز الإعلامي للمقاومة إن الثوار حققوا تقدما كبيرا في مختلف جبهات القتال في المحافظة، مشيرا إلى مصرع 72 متمردا وإصابة 90 آخرين بجروح، فيما بادر عشرات المسلحين إلى الاستسلام لمقاتلي المقاومة، بكامل أسلحتهم وعتادهم. وأضاف المركز أن عملية تمشيط واسعة تجري في مختلف المناطق، لتعقب عشرات الانقلابيين الذين لاذوا بالفرار. تخطيط مسبق للعمليات كشف مصدر قيادي في المقاومة الشعبية أن معركة استعادة الجوف لم تنشب فجأة كما يتصور كثيرون، بل كان التخطيط لها يجري منذ فترة طويلة، وإن ساعة الصفر تم تحديدها قبل وقت كاف، وأضاف المصدر "العملية تجري منذ بدايتها وفق آليات مدروسة وبغرفة عمليات مشتركة بين قوات الجيش الوطني وقوات التحالف العربي الذي تقوده المملكة". متوقعا أن يتم الانتهاء من استرداد كل مديريات المحافظة ومدنها، وطرد الانقلابيين من العاصمة، الحزم خلال فترة وجيزة. وأضاف المصدر أن عملية التخطيط للمعركة تمت في سرية مطلقة، خشية تسرب أخبارها للانقلابيين، وأن القيادة العسكرية كانت تعول على إنهاء العمليات في أسرع وقت ممكن، للتفرغ لمعركة صنعاء. لذلك، جاءت المعركة مباغتة لفلول التمرد الذين منعتهم المفاجأة من طلب أي إمدادات أو اتخاذ أي إجراءات من شأنها إطالة أمد القتال.
دور مقاتلات التحالف أكد المركز الإعلامي أن الغارات العنيفة التي شنتها مقاتلات التحالف العربي على مواقع الميليشيات المتمردة في محافظة الجوف، كان لها أثر كبير في بعثرة صفوف الإرهابيين، وكانت المقاتلات العربية شنت أول من أمس، عدة غارات جوية مكثفة، استهدفت تحركات لميليشيا الحوثي وصالح في مديرية مجزر. وأسفرت عن مصرع ثلاثة من أكبر القيادات الميدانية الحوثية في المحافظة، هم: جعفر ريس الشريف وحزام ثعيلان الشريف ويحيى داود الشريف، إضافة إلى عشرات آخرين من مسلحيهم. وتابع المصدر بالقول، إن غارات التحالف تمكنت كذلك في وقت وجيز من تدمير غالبية مخازن الأسلحة التي كان الانقلابيون يعولون عليها لمواصلة اعتداءاتهم على المدنيين، وأن تدمير تلك الأسلحة كان له دور كبير في كسر شوكة المتمردين، قبيل استهلال الثوار لعملياتهم، وعزا التقدم السريع الذي أحرزه الثوار في معظم جبهات القتال إلى حرمان الانقلابيين من مصادر قوتهم العسكرية. مما كان له أكبر الأثر في انهيار معنويات المقاتلين.