مواصلة لتقدمها باتجاه صنعاء، استعادت قوات المقاومة الشعبية والقوات الموالية للشرعية، السيطرة على معسكر رئيسي لقوات الحرس الجمهوري، على مشارف العاصمة. وأشارت مصادر ميدانية إلى أن الثوار سيطروا، بعد اشتباكات عنيفة مع قوات التمرد وميليشيات المخلوع، علي عبدالله صالح، على معسكر الحرس الجمهوري الموجود في منطقة بني الحارث شمال العاصمة. وأضافت المصادر أن المعسكر هو الثاني الذي تستعيده المقاومة، حيث كانت قد استعادت خلال الفترة الماضية معسكرا آخر عند استعادتها فرضة نهم. مشيرة إلى أن غالبية الجنود والضباط سارعوا إلى الاستسلام لعناصر الشرعية، وأكدوا عقب انتهاء المعركة أنهم كانوا يترقبون قدوم المقاومة والجيش الوطني، حتى يسلموا أنفسهم وأسلحتهم، ويضعوا حدا للمعاناة التي كانوا يعيشونها، مشيرين إلى أنهم ظلوا لفترات طويلة بدون رواتب ولا مخصصات، وكانوا يتعرضون لحرب نفسية شديدة من الميليشيات التي تعمدت تجاهلهم وتهميشهم، في مقابل الاهتمام بعناصرهم المسلحة التي تفتقد لأبسط القواعد العسكرية، ولم تتلق تدريبا يؤهلها لخوض المعارك. تفشي الخلافات خلافات كثيرة عصفت خلال الفترة الماضية بالتحالف الذي يجمع قوات المخلوع صالح وميليشيات الحوثيين المتمردة، بسبب الصلاحيات، إذ تشكك فلول الجماعة المتمردة في ولاء عناصر الحرس الجمهوري، الذين اعترضوا في مرات كثيرة على قرارات الانقلابيين، ورفضوا تنفيذ توجيهات عسكرية صدرت لهم، بالتوجه إلى مناطق العمليات، مؤكدين أنه لا سلطة للانقلابيين عليهم حتى يصدروا لهم التعليمات، وأنهم كعسكريين ملتزمون بتلبية ما تصدره قيادتهم فقط.
الانضمام للمقاومة وصل الأمر في بعض الحالات إلى الاشتباك المسلح بين الجانبين، لا سيما بعد أن رفضت قيادة الجماعة صرف مرتبات عناصر الحرس الجمهوري إلا للذين يقاتلون في جبهات القتال. كما توقفت عن صرف كثير من المخصصات والامتيازات لهم، مما دفع أعدادا كبيرة من الضباط والجنود لإعلان تبرؤهم من التمرد والانضمام للقوات الشرعية. كما لا زالت أعداد كبيرة تجري اتصالات بقيادات نافذة في المقاومة لتأمين مخرج آمن لهم. وكشف سير العمليات الأخيرة، لا سيما في محافظة الجوف التي استعادتها الشرعية أخيرا، أن عناصر الحرس كانوا ينتظرون بدء المعركة حتى يغادروا مواقع التمرد وينضموا للثوار، وكشفوا عن كثير من الأسرار التي ساعدت القوات الشرعية على حسم المعركة في وقت قياسي.