نظرا للظروف الأمنية المتدهورة التي يمر بها اليمن، نتيجة النزاع المسلح وظروف مدينة عدن بشكل خاص، قامت لجنة حقوق الإنسان العربية بزيارة ميدانية لعدن، لجمع الإفادات والشهادات من الضحايا وذويهم والشهود، وغيرهم من موظفي إنفاذ القانون وممثلي السلطات الرسمية والحكم المحلي، والعاملين في القطاع الصحي والإغاثي، إضافة إلى منظمات المجتمع المدني. وقام الفريق بتوثيق مختلف المواقع التي زارها بالفيديو والصور، وذلك من أجل إعداد تقرير بجميع المشاهدات وتضمينه الملاحظات والاستنتاجات والتوصيات. ووفقا للمنظمات الدولية منذ بدء الصراع، تشير التقديرات إلى أنه يقتل كل يوم ما معدله 30 شخصا ويصاب 185 شخصا. واعتبارا من سبتمبر 2015، قدرت الخسائر البشرية بحوالى 29,826 قتيلا وجريحا، كما أكد مكتب المفوضية السامية لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في مايو 2015 أن الخسائر البشرية وصلت إلى 6,631 خسارة بشرية بين المدنيين، منها 2,112 حالة وفاة. تأثر العملية التعليمية أشارت التقارير الدولية إلى توقف العملية التعليمية بشكل عام مع تزايد عدد المدارس غير القادرة والمؤهلة للقيام بعملها، بسبب التهديدات الأمنية المتزايدة. ومنذ نهاية مارس 2015 أغلقت 3,584 مدرسة، بعد أن تعرض نحو 860 من هذه المدارس للتدمير بشكل كامل أو جزئي، وتعطلت بسبب استضافتها النازحين. وتشير التقديرات إلى أن هناك 1.6 مليون طفل بين 6 – 14 عاما انقطعوا عن الدراسة بسبب الصراع. كما أوضحت التقارير الدولية انتشار الألغام والذخائر غير المنفجرة والذخائر العنقودية، وأن 13 محافظة تعاني وجود تلك القنابل غير المنفجرة والألغام التي أدت إلى مقتل 11 شخصا على الأقل وجرحت أكثر من 12 في عدن لوحدها في أغسطس 2015.
زيارات ميدانية قام فريق اللجنة بزيارة عدن 11 سبتمبر الماضي، وفور وصوله تفقد المطار الدولي واطلع على جميع مرافقه التي كان بعضها مدمرا بشكل كامل، كما شاهد الفريق آثار القصف الصاروخي وعلامات إطلاق النار داخل صالات المطار. كذلك قام الفريق بزيارة مستشفى النقيب التخصصي، كما التقى الجرحى والمصابين الذين لا يزالون على أسرة الشفاء، واستمع إلى شهادات أكثر من 30 مصابا ووثق حالاتهم، وكانت إصاباتهم نتيجة القصف والهجمات العشوائية التي أكد معظم المصابين والجرحى أو ذويهم أنها نتيجة قذائف الهاون التي كان مصدرها جماعة الحوثيين.
مسؤولية الانقلابيين التقى الوفد بالنازحين الذين أكد بعضهم أن كثيرا من الانتهاكات شهدتها مدينة عدن أثناء سيطرة قوات الحوثي وعلي عبدالله صالح، إلى أن استطاعت المقاومة المؤيدة للرئيس عبدربه منصور هادي من استعادة السيطرة عليها في نهاية رمضان، وأشاروا إلى أن عدد الشهداء بلغ 2500 شهيد، وأن جماعة الحوثيين والقوات الموالية لصالح استخدمت الجرحى والأسرى كدروع بشرية.