تفقدت رئيسة بعثة الاتحاد الأوروبي في لبنان السفيرة أنجلينا إيخهورست، المركز الإقليمي للأعمال المتعلقة بالألغام في ثكنة الجيش اللبناني في النبطية الفوقا، يرافقها عدد من الديبلوماسيين، وذلك في إطار اطلاعها على تنفيذ البرنامج الذي يموله الاتحاد الأوروبي لنزع الألغام وسائر الأجسام غير المنفجرة وقيمته سبعة ملايين يورو. وعرض في اللقاء فيلم عما خلَّفته القنابل العنقودية التي رماها الإسرائيليون في القرى والبلدات إبان عدوان تموز 2006، وعدد الإصابات التي لحقت بالمدنيين والعسكريين والفرق المتخصصة المحلية والدولية التي تعمل في عملية نزع الألغام والقنابل الاسرائيلية والمساحات الجغرافية التي تم تنظيفها. ثم وزع بيان على الصحافيين يتضمن كلمة إيخهورست، وفيها أن «العمل في نزع الالغام والذخائر غير المنفجرة لا يقتصر على تنظيف المناطق الملوثة»، مثنية على «التزامات لبنان حيال المعاهدات الدولية، كما تظهر المصادقة في عام 2010 على اتفاقية أوسلو التي تحظر استخدام القنابل العنقودية، كما يدعم الاتحاد الأوروبي التوقيع والمصادقة العالميين على اتفاقية أوتاوا لحظر الالغام ضد الافراد. وإن الضمانة المستمرة ضد الالغام هي فقط من خلال سلام شامل. وفي منطقة الشرق الأوسط، يتعين علينا أن نبذل كل ما بوسعنا لإعادة إطلاق المفاوضات بين جميع الاطراف بصورة عاجلة، ويأسف الاتحاد الاوروبي لعدم التمكن حتى الآن من التوصل إلى سلام دائم قائم على حل الدولتين». أضافت: «في لبنان، أدى الاتحاد الاوروبي دوراً فاعلاً في أعمال نزع الألغام وسائر الأجسام غير المنفجرة اعتباراً من عام 2000، لكننا زدنا من وتيرة عملنا بعد نزاع تموز 2006، إذ منحنا منذ ذلك الحين 18 مليون يورو لعمليات نزع الألغام وسائر الأجسام غير المنفجرة، وتم إنقاذ حياة السكان وتقلص عدد الجرحى، كما تمكن العديد من الأشخاص من العودة الى منازلهم أو أراضيهم»، لكنها اعتبرت أنه «على رغم هذه النتائج الإيجابية، ما زال هناك عدد كبير من الذخائر غير المنفجرة، وما زال الكثير من الأطفال عاجزين عن اللعب في الحقول»، معلنة أن الاتحاد الاوروبي أطلق «برنامجاً جديداً لنزع الألغام وسائر الأجسام غير المنفجرة بقيمة 7 ملايين يورو منذ أواسط عام 2010، يهدف الى الحد من خطر القنابل العنقودية في جنوب لبنان والألغام في المناطق الوسطى والشمالية من البلاد. وفي الوقت الراهن، تقوم بأعمال نزع الألغام والقنابل العنقودية والذخائر غير المنفجرة خمسُ منظمات غير حكومية متخصصة، تحت إشراف المركز اللبناني للأعمال المتعلقة بالألغام وبتنسيق معه، وهو الجهة الرسمية اللبنانية المعنية بعمليات نزع الالغام وسائر الأجسام غير المنفجرة في جميع الاراضي اللبنانية». وأشارت الى ان البرنامج يهدف الى زيادة قدرة المركز اللبناني للاعمال المتعلقة بالالغام، ومركزه الإقليمي في الجنوب، لإدارة هذا العدد الكبير من أعمال نزع الالغام وسائر الاجسام غير المنفجرة. ثم تحدث مدير المركز اللبناني للاعمال المتعلقة بالالغام العميد محمد فهمي، معلناً مواصلة «عملية تنظيف الاراضي من القنابل والألغام، وخاصة في الجنوب»، آملاً في أن «نصل الى تنظيف كامل للبقع الملغومة بحلول العام 2015». وأكد أن «التمويل من الاتحاد الاوروبي هو الأهم بعد الإمارات العربية المتحدة، ونحن في هذه الفترة نعمل من خلال التمويل الأوروبي، وهم بصدد إعطائنا مساعدة جديدة في عام 2013 ليكملوا مساعدتهم لنا». بعد ذلك انتقلت إيخهورست الى منطقتي تولين ومجدل سلم، حيث اطلعت على عملية نزع ألغام وقنابل عنقودية اسرائيلية من حقلين.