تواصلت أمس ردود الأفعال العسكرية والسياسية على إسقاط مقاتلتين تركيتين طائرة حربية روسية قرب الحدود التركية - السورية، وفيما حثت الولاياتالمتحدة، روسيا، على ضبط النفس والحوار مع تركيا، وعدم تصعيد التوتر بين البلدين، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومعارضون إن القوات الروسية قصفت بعنف مناطق خاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة في محافظة اللاذقية، قرب موقع إسقاط الطائرة. وأضاف المرصد، أن 12 ضربة جوية على الأقل أصابت ريف اللاذقية الشمالي، فيما اشتبكت قوات موالية للنظام مع مقاتلين من المعارضة ومقاتلين تركمان في منطقتي جبل الأكراد وجبل التركمان. وقال قيادي تركماني إن سفنا حربية روسية في البحر المتوسط أطلقت قذائف صاروخية، وأصابت المنطقة التي تعرضت لقصف مدفعي عنيف أيضا. وأضاف قائد لواء صقور الجبل المعارض بغرب سورية، حسن حاج علي، أن معارك ضارية دارت في المنطقة، حيث يقدم الطيران الروسي الدعم لقوات النظام. وكانت تركيا أسقطت أول من أمس طائرة حربية روسية قالت إنها دخلت المجال الجوي التركي، وهو ما نفته موسكو. وذكر المرصد أن الطائرة أسقطت في منطقة جبل التركمان السورية، وقفز الطياران من الطائرة بالمظلات، فيما قالت وزارة الدفاع الروسية إن أحد الطيارين قتل بعد أن أطلقت عليه النيران من الأرض خلال هبوطه بالمظلة، لكن الآخر بخير وعاد إلى القاعدة الجوية الروسية في غرب سورية. تركيا تطلع مجلس الأمن أطلع السفير التركي لدى الأممالمتحدة، هاليت جيفيك مجلس الأمن الدولي، والأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، على تفاصيل اختراق طائرتين المجال الجوي التركي، مبينا أنه تم تحذيرهما والطلب بتغيير الاتجاه، مؤكدا أن بلاده لن تتردد في ممارسة حقها النابع من القانون الدولي في حماية أمن مواطنيها وحدودها. من جانبه، أوضح رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، خلال اجتماع الكتلة النيابية لحزبه العدالة والتنمية الحاكم، أن من حق تركيا اتخاذ كل التدابير حيال أي انتهاكات لحدودها البرية أو مجالها الجوي، لافتا إلى أن إسقاط الطائرة الروسية جاء بموجب قواعد الاشتباك الدولية، بسبب انتهاكها المجال الجوي لتركيا. من ناحية ثانية، أعلن المتحدث باسم الخارجية التركية تانجو بيلجين، أمس، أن وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، أجرى اتصالا هاتفيا مع نظيره الروسي سيرجي لافروف، وأنهما قررا عقد اجتماع خلال الأيام المقبلة، لافتا إلى أن الاجتماع سيتناول موضوع إسقاط الطائرة الروسية. موسكو لا تعتزم الحرب أكد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، أمس، أن بلاده لا تعتزم شن حرب على تركيا بعد أن أسقط سلاحها الجوي طائرة روسية قرب الحدود التركية مع سورية، مشيرا إلى أن روسيا تعدّ إسقاط الطائرة عملا مدبرا، "وستعيد النظر بشكل جاد" في علاقاتها مع أنقرة. من ناحية ثانية، قال كبار المسؤولين إن روسيا سترسل نظام دفاع جويا متطورا لتعزيز قاعدتها الجوية في سورية، وإنها تفكر في إلغاء عدد من المشروعات المشتركة مع أنقرة، بعد أن أسقطت تركيا إحدى طائراتها الحربية. وأعلن الكرملين، أمس، أنه سيرسل نظام إس-400 للدفاع الجوي إلى قاعدة حميميم الجوية الروسية في محافظة اللاذقية السورية، وهو نظام متطور يمكنه إسقاط الطائرات من مسافة بعيدة. وفيما قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "آمل أن يكون هذا إلى جانب إجراءات أخرى سنتخذها كافيا لضمان سلامة طلعاتنا الجوية"، أكد رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف، أن أنقرة عليها أن تتوقع أن تطولها عقوبات اقتصادية وفي قطاع الأعمال، وقال إن إسقاط تركيا للمقاتلة الروسية ربما يؤدي إلى إلغاء بعض المشروعات المشتركة المهمة بين البلدين.