فايع آل مشيرة عسيري عقود عبرت بنا نحو ذاك المجد الكروي العظيم، وما زالت ذاكرتنا تحتفظ بالحب الذي رسم فناننا الكبير الراحل طلال مداح على ناصية ذاك الطوفان الأخضر. طلال الذي رحل تاركا فينا صوته وجعا وحنينا يستطيل كلما راوغ ماجد حرَّاس العالم. سمعت صوت الأرض التي كلما عزفت كلما أبكتنا هذه الأغنية تحديدا بإيقاعاتها وكأنها هندسة الفنان صالح خليفة. منتخبنا هذا يجتر معه ذاكرة عاشقين يسكنهم البياض والحب. ووجه عرَّاب كرتنا السعودية الأمير الراحل فيصل بن فهد، رحمه الله. منتخبنا الذي كلما استمعنا لهذه الأغنية نتذكر محيسن الجمعان اليافع ابن ال17 عاما، ومراهنة القدير خليل الزياني على نجاحه. منتخبنا الذي كلما رأيت كأس آسيا شاهدت الإمبراطور صالح النعيمة يحمله بقوة ويرفعه كأنه يصرخ في وجه العالم قائلا: أنا السعودي. وتستمر الذاكرة تبحر في عيون طفولة باكية ترى عبدالجواد ينطلق فرحا بقذيفة لا يجيدها إلا العمالقة. هل رأيتم شايع النفيسة ومرونة قال عنها الأنيق عبدالله وبران: يُستحال أن تتكرر ثانية. ليلة أعادت فينا حلما غاب عقودا طويلة. تصفيات آسيا وتأهل لكأس العالم. أستاذنا تركي العجمة عبر برنامجه الشهير كورة، قرأتُ ورأيتُ في عينيه دموعا بحجم وطن. الجميل المصيبيح يقول: كنا نعلم أن ما نطرحه في الإعلام خلفه أساطير تملك روحا، وهل ينسى جرح النعيمة، وإصابة ماجد، بعد أن هدَّ سور الصين العظيم. قال عنه العملاق علي دَاوُدَ: هدف إعجازي، وبكاء رفيق دربه العاشق الكبير محمد رمضان! منتخبنا هو ماض جميل، ومستقبل أجمل. نرى في هذا المنتخب الحلم الذي راودنا كثيرا أن نحققه واقعا. كأس آسيا والتأهل لنهائيات كأس العالم!. شكرا أستاذ تركي العجمة على هذا التميز والعودة إلى ذاكرة وفاء تتحد في شعار واحد بعيدا عن كل الانتماءات. ومضة: يا ناس الأخضر لا لعب بركان يتفجَّر غضب