لم يهنأ سكان حي قويزة شرق الخط السريع بجدة بجفاف شوارع الحي من مياه السيول التي داهمته في ذي الحجة من العام الماضي، إلا وبدأت المياه الجوفية الملوثة تتدفق بغزارة عبر الشوارع، وتتسلل إلى داخل أسوار المنازل السكنية. مشكلة تدفق المياه بدأت بعد كارثة السيول مباشرة، وبالرغم من تزايد تدفقها يوما بعد آخر، وشخوص عدة مسؤولين بأمانة جدة ميدانيا على تلك المواقع، إلا أن الوضع بدأ يزداد سوءا، وينذر بكارثة بيئية تهدد أحياء شرق الخط السريع بأكملها. وفي الوقت الذي أرهقت فيه سكان الحي مصروفات صهاريج "الشفط" اليومية التي تقوم بسحب مياه الصرف الصحي لمنازلهم، توقفوا عن عمليات "الشفط" لعدم قدرتهم على مواجهة غزارة المياه الملوثة التي تتدفق من باطن الأرض، ولم يحدد مصدرها بعد. وكشف الأهالي عن بدء تنظيم لقاءات جماعية لسكان الحي بشأن اللجوء لحقوق الإنسان للتدخل في هذا الشأن، وحمايتهم من كارثة بيئية متوقعة على حد تعبيرهم إذا ما استمر وضع الحي بهذه الصورة، وأن الأيام القليلة المقبلة ستشهد توجههم لحقوق الإنسان بجدة، وأن هذا الإجراء جاء بعد أن بدأ كثير من السكان هجر منازلهم، واستئجار منازل بديلة في أحياء مجاورة.