رحل الشاعر والراوية رضا بن طارف الشمري أمس، الذي اشتهر بلهجته الشمالية التي تمسك بها حتى كانت عنوانا للبداوة والأصالة، حيث كان "أبوعبيد" يروج لها في إبداعه الشعري، وروايته للشعر الشعبي. الشمري "البدوي الأخير" كما يطلق عليه من القلائل الذين حفظوا الموروث الشعبي في الشعر والرواية الخاصة بمناطق الشمال، وعرف في دول الخليج العربي عبر الإذاعات قبل أن ينفتح علينا الفضاء بكل وسائل الإعلام والتواصل. الشاعر رضا بن طارف الشمري من مواليد بدايات الستينات الهجرية في الصحراء، وقد عشق الصحراء وعاش فيها متنقلا بين مدن الشمال رفحاء وعرعر ولينة والنفود مرورا بدولتي العراق وسورية بتنقلات البدو التي لا تستقر بحثا عن الكلأ والمراعي لماشيتهم، وكان صديقا للشاعر الأمير محمد الأحمد السديري وكان بينهما مساجلات وقصائد متبادلة وتواصل شعري، ورسائل شعرية، ولم يكن الشاعر رضا معروفا في الخليج فقط، بل تجاوزت شهرته العرب إلى الديبلوماسي الهولندي مارسيل الذي نقل عنه في كتابه "البدوي الأخير"، ووصفه بأنه "من أشهر من اختزل وحفظ موروث منطقة الشمال في الجزيرة العربية". رضا بن طارف تعلق بالشعر وقصائد الشعراء منذ كان في سن ال19 وحفظ الشعر، مستعينا بذاكرته القوية ورواية كبار السن للشعر والقصص التاريخية التي عايشوها، وكتب الشعر معتمدا على ذائقته وعاطفته، وكان له مشاركات عديدة في الإعلام شاعرا وراويا، وله ديوان شعري.