حياة رضيمان ومصادره في الرواية الراوية رضيمان بن حسين الشمري أحد الرواة المشهورين في الساحة الآن يملك الكثير من الرواية الشعبية وتختزن ذاكرته الشيء الكثير من موروثنا الشعبي وبالأخص أدب وتراث منطقة حائل وما جاورها من المناطق ولد في بلدة فيد وعاش وترعرع بحائل ثم انتقل إلى الرياض واستقر بها كانت موهبة حفظ الشعر والاستماع إلى الرواة ولازمهم حتى أخذ عنهم وحفظ منهم الكثير من التراث القصصي والشاعري ومع ذلك فالراوية رضيمان متعه الله بالصحة والعافية شاعر له العديد من القصائد إلا أنه اشتهر بالرواية أكثر من أنه شاعر وحدثني حفظه الله حينما سألته من هم مصادره في الرواية أو من هم الرواة الذين أخذت عنهم: فقال: أشهرهم وعلى سبيل المثال الراوية الشهير الثقة الملقب برضا عبدالعزيز بن فايز - رحمه الله تعالى - وهو موصوف بالضبط التام والدقة في المعلومة لا يمكن أن يغيرَّ أو يبدل في كلامه مهما طالت السنون وتكررت السالفة أو القصيدة - رحمه الله - ومن هؤلاء الرواة الذين أخذت عنهم الشاعر والراوية زبن بن عمير البراق - رحمه الله - تلقيت عنه أخبار وأشعار عتيبة وهو شاعر قوي توفي - رحمه الله - عام 1395ه بعد أيام من وفاة الملك فيصل - رحمه الله تعالى - ومن الرواة الذين دونت عنهم وحفظت الراوية الأستاذ عبدالرحمن الربيعي - رحمه الله تعالى - وكذلك الراوية والشاعر ناصر الفايز رحمه الله. وعن علاقة وصداقة رضيمان بالشيخ ابن خميس قال: بدأت علاقة الشيخ ابن خميس مع رضيمان بمدينة الرياض عندما دعا شخص يدعى ابن طلحة رضيمان وابن خميس ونخبة من الرواة ومن هذه الجلسة بدأ التعارف ولازمته في كثير من أسفاره في داخل المملكة وخارجها وبالأخص رحلاته الميدانية لتحديد المواقع الجغرافية في نجد. لقد رافقت الشيخ ابن خميس في رحلته العلمية والجغرافية التاريخية في تدوين كتابه المجازيين اليمامة والحجاز الذي صدر عام 1390ه ولاقينا من عناء البحث والتجوال في هذه الرحلة الكثير. ورافقت كذلك برفقة الشيخ ابن خميس حينما بدأ يؤلف معجماً لليمامة بجزئيه الأول والثاني وحينما كان الشيخ ابن خميس يعد برنامجه الناجح في عام 1403ه كنت أقرأ عليه الأسئلة التي سوف يعد الإجابة عليها في البرنامج وكان يسألني عن بعض الأسئلة مستفسراً عن قائلي الأبيات الشعبية وقد أشار حفظه الله تعالى في برامجه ثم طبعت في أربع ومجلدات بعنوان "من القائل". وعن تجربة رضيمان في برنامج من البادية يحدثني الراوية رضيمان عن هذه التجربة قائلاً: عندما افتتحت إذاعة الرياض عام 1384ه اقترحت على مدير الإذاعة آنذاك الأستاذ محمد بن عبدالرحمن الشعلان - رحمه الله - برنامجاً في الأدب الشعبي وكان معي ياسر الذيابي أبو مطلق فاستحسن الفكرة وبدأنا نستضيف الشعراء من مدينة الرياض وخارجها ومكثنا ثلاثة أشهر وكان البرنامج يذاع في الأسبوع مرة واحدة فأنا أول من اعد برنامجاً عن البادية ثم أنني بعد ذلك التقيت بالراوية الكبير منديل الفهيد - رحمه الله تعالى - واقترحت عليه أن يتولى البرنامج ومن ذلك الحين استمر منديل بالبرنامج والتحق به إبراهيم اليوسف المذيع المعروف قارئاً للأسئلة ثم أن منديل كبرت سنه وحل محله إبراهيم اليوسف. وينطلق راويتنا رضيمان عبر ذاكرة ثرية بالأخبار والقصص والأشعار والنوادر فهو لا يزال مع أصدقائه في المجالس التي يرتدها أو التي يدعى إليها لمناسبة ما يلقى ما لديه من هذا الموروث الشعبي القديم وحتى في منزله بعد صلاة كل مغرب يومياً له جلسة أدبية شعرية يجتمع فيها زملاءه ومحبي هذا الفن. وسألت الراوية والشاعر رضيمان هل تقرض الشعر؟ أجاب نعم ولي مساجلات وقصائد مع ابن خميس وهذه قصيدة قلتها في مناسبة قديمة عزيزة لقلبي ومنها: ابا تمنى يوم كل تمنى ودي بسجات مع البدو دايم وأشوف أنا الغزلان يوم ارتعنا وألا الحباري مع خطاه الخرايم لا صرت في نجد المسمى وطنا مربى الرجال اللي تعرف العزايم الضيف إلى جا عندهم يرجهنا يباشرونه بالندى والعزايم والجار لا شك الزمان وزبنا ذكرا لمهادي والسبيعي علايم مكارم ما هيب نوه تبنى هذي فاعليهم سنين قدايم وطرحت على روايتنا رضيمان من هو الشاعر المفضل لديك؟ قال: هو الشاعر الفحل عبدالله بن ربيعة - رحمه الله تعالى - وللأسف شعره قليل جداً بالنسبة للذي وصل إلينا وقد أدركت رواية في مجلس ابن خميس يدعى عبدالله الجبيلة كان يحفظ الكثير من قصائد عبدالله بن ربيعة لكنه لا يمكن أن أحداً أن يأخذ منه شيئاً والذي زاد إعجابي بابن ربيعة أنه ذو وفاء لاصدقائه فقد رثا بندر السعدون بقصيدة عظيمة بعد وفاته وفي الختام نشكر الراوية رضيمان الشمري على تفضله على الإجابة على بعض الأسئلة ونتمنى من الله عز وجل أن يمده بالصحة والعافية.