تسعى الحكومة الإسرائيلية للمرة الأولى منذ عام 1898 إلى إدخال تعديلات على سور القدس القديم بمخطط لفتح باب جديد فيه بزعم تسهيل وصول اليهود إلى حائط البراق، وهو ما رأت فيه السلطة الفلسطينية "محاولة للسطو على التاريخ". ووفقا لمصادر إسرائيلية فإن لجنة التخطيط والبناء في بلدية القدسالغربية تبحث حاليا فتح باب جديد في أسوار القدس القديمة؛ وذلك ضمن مخطط إسرائيلي يستهدف إدخال تعديلات جذرية على حائط البراق الملاصق للمسجد الأقصى. وللقدس القديمة الآن 7 أبواب هي: باب الخليل وباب النبي داود وباب الجديد وباب العمود وباب الساهرة وباب الأسباط وباب المغاربة إضافة إلى باب الرحمة وهو مغلق. وذكرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أن الحديث يدور عن شق فتحة جديدة في موقع بالقرب من باب النبي داود في منطقة حارة اليهود بحيث سيتم شق الفتحة في الصخرة الواقعة تحت السور ومن ثم حفر نفق يؤدي إلى موقف كبير للسيارات سيتم إنشاؤه تحت الأرض؛ وذلك تحت موقف السيارات العلوي الحالي الذي يستخدمه سكان الحي اليهودي وزوار باحة ما يزعمون بأنه "حائط المبكى". وأضافت "يخطط لأن يستوعب الموقف 600 سيارة في 4 طوابق على أن يكون المدخل إليه من الطريق الملتفّ حول البلدة القديمة ما بين باب النبي داود وباب المغاربة"، منوهة إلى أن "العقبة الرئيسية التي تعترض سبيل تنفيذ المشروع الكلفة الكبيرة للمشروع". من جهتها حذرت وزارة الإعلام في السلطة الفلسطينية من "خطورة النوايا التي أعدها مهندسون يهود لتجديد حائط البراق والحي اليهودي، والتي قدّمت إلى ما تسمى لجنة التخطيط والبناء التابعة لبلدية الاحتلال أول من أمس، وما سيتبعها من باب سينحت في الصخر أسفل المدينة سيبدأ من باب النبي داود وباب المغاربة إلى أن يصل إلى موقف للسيارات". وقالت: "إن فتح باب جديد في سور المدينة القديمة وما يهدف إليه من استيعاب آلاف اليهود الذين يتوجهون لزيارة حائط البراق، وسكان الحي اليهودي في قلب القدس يمثل سطوا مزدوجا؛ لأنه يسعى إلى خلق وقائع جديدة، ويدمر التراث التاريخي والمعماري للمدينة المقدسة في وضح النهار". وبعد معركة حطين وفتح القدس أعاد القائد صلاح الدين الأيوبي بناء ما تهدم من الأسوار. أما السور الحالي فقد أقامه السلطان سليمان القانوني (1536 1540م) في خمس سنوات. وقد هدم الاحتلال جزءا كبيرا منه بعد احتلال المدينة عام 1967". وأشارت الوزارة إلى أنها ترى في سور القدس وبطوله الذي يمتد لنحو 4200 متر، وارتفاعه الذي يصل أحيانا 30 مترا نسيجا تاريخيا وإرثا معماريا يستوجب تدخل الهيئات الدولية وعلى رأسها منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو" ومثيلتها منظمة المؤتمر الإسلامي بشكل فوري لحماية أسوار القدس وتاريخها، ومنع طمس شواهد الوجود العربي والإسلامي والمسيحي والأرمني فيها".