واكبت وزارتا الثقافة والآثار المصريتان حفل افتتاح قناة السويس الجديدة الخميس الماضي بأنشطة متنوعة تستمر شهرا. وتشمل الأنشطة ندوات فكرية ومعارض للفن التشكيلي ومعارض لقطع أثرية اكتشفت على جانبي القناة خلال الحفر الأول وبعده، وكتبا بعضها يعيد الاعتبار لمن أهملهم التاريخ، ومنها كتاب (السخرة في حفر قناة السويس) للكاتب المصري عبدالعزيز الشناوي الذي يستعرض ضحايا حفر القناة بين عامي 1859 و1869 ويقدر عددهم بنحو 120 ألفا ماتوا بسبب أعمال السخرة والمرض ونقص التغذية، وهم ضحايا مجهولون لا تشير إليهم الرواية الأوروبية عن تاريخ القناة كجزء من صراع أوروبي بريطاني- فرنسي كانت مصر والشرق ساحته. وأصدرت الهيئة المصرية العامة للكتاب كتبا أخرى بهذه المناسبة ومنها (قناة السويس ومشكلاتها المعاصرة) لمصطفى الحفناوي و(موسوعة تاريخ بورسعيد) لضياء الدين حسن القاضي، وكذلك كتاب (قناة السويس.. وثائق الحلم المصري) الذي يضم وثائق بالعربية والتركية والفرنسية والألمانية عن القناة وتاريخها منذ الخديوي إسماعيل. وتنظم وزارة الثقافة معرضا لهذه الكتب وما يتصل بتاريخ القناة في ساحة دار الأوبرا بالقاهرة. وسيستعيد الاحتفال الثقافي جوانب من بذخ فني تمتعت به قصور الحكام قبل 150 عاما. بدورها أصدرت مكتبة الإسكندرية كتاب (اليخت محروسة.. رحلة مع اليخت الملكي) الذي أقل ضيوف حفل الافتتاح عام 1869 بالعربية والإنجليزية والفرنسية والإسبانية والروسية. كما أعلنت وزارة الثقافة أن أوبرا (عايدة) للموسيقي الإيطالي جوزيبي فيردي (1813-1901) -والتي تعذر عرضها في افتتاح قناة السويس قبل 146 عاما لتأخر وصول الملابس والديكورات من إيطاليا- تحقق في افتتاح القناة الجديدة. بدورها، تنظم وزارة الآثار ثلاثة معارض في القاهرة والإسماعيلية والسويس لقطع أثرية فرعونية تروي جوانب من تاريخ مصر العسكري وخصوصا "طريق حورس الحربي" الذي يقول الأثريون إنه أقدم طريق عسكري في التاريخ وكان يمر عبر سيناء إلى شمالي بلاد الشام لتأمين الحدود الشرقية للبلاد.