تواصلت الاقتحامات الإسرائيلية للمسجد الأقصى وسط حالة من التوتر الشديد بين المصلين وجماعات المستوطنين الإسرائيليين. وقالت الشرطة الإسرائيلية إنها أوقفت يهوديين اثنين وأحد المصلين خلال اقتحامات المستوطنين للمسجد. وعدّ المجلس الأعلى للإفتاء الفلسطيني الدعوات الإسرائيلية لاقتحام المسجد جماعيا يوم الأحد بأنها، تصعيد خطير، وإعلان رسمي لتدشين المسجد الأقصى المبارك ككنيس يهودي، وقبلة لليهود لتأدية صلواتهم التلمودية على حساب إسلاميته. وأضاف أن استمرار الاعتداء على الأقصى وتدنيسه واستفزاز المتطرفين لرواده، ينذر بحرب دينية، مؤكدا على وهم المشروع الإسرائيلي الذي يهدف إلى تهويد القدس والأقصى أو وضع اليد عليهما، لأن الأقصى بساحاته وأروقته وكل جزء فيه سواء أكان ظاهرا على وجه الأرض أم تحتها هو حق خالص للمسلمين وحدهم، ومدينة القدس ستبقى إسلامية الوجه، عربية الهوية، ولن يسلبها الاحتلال هويتها مهما أوغل في الإجرام وتزييف الحقائق. إلى ذلك، وصل فلاح أبو ماريا "52 عاما" من سكان بيت أمر في منطقة الخليل في جنوبي الضفة الغربية، إلى المستشفى الأهلي في الخليل في الرابعة من فجر أمس، وقد خلا من أي علامات حيوية فلا نبض ولا تنفس. وقال نائب مدير المستشفى، الدكتور يوسف تكروري ل"الوطن": تم تقديم الإسعاف له بشكل مستعجل ولكن دون جدوى، فقد أصابته من مسافة قصيرة ثلاث رصاصات حية اخترقت إحداها صدره إلى خارج ظهره والرصاصتان الأخريتان استقرتا في صدره. واستنادا إلى شهود عيان، فإن قوات الاحتلال الإسرائيلي وصلت في ساعات الفجر الأولى أمس، لاعتقال أحد أبناء أبو ماريا قبل أن تطلق النار عليه وعلى أولاده. وأوضح تكروري أن الابن محمد أصيب برصاصتين من الذخيرة الحية في فخذيه الأيسر والأيمن وكلتهما اخترقتا الفخذ إلى الخارج وحالته متوسطة. وقال: أما الابن أحمد فإن إصابته طفيفة إذ لم يتم إطلاق الرصاص عليه، ولكن تم الاعتداء عليه بضربه في وجهه. وفي هذا الصدد، قال المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، إن عمليات القتل الإسرائيلية اليومية للمواطنين هدفها ضرب الاستقرار وخلق مناخات من التوتر في المنطقة. وأضاف، إن إسرائيل تهدف من وراء هذه الممارسات إلى إرسال رسالة للمجتمع الدولي المؤيد والمتعاطف مع القضية الفلسطينية، ولفت أنظار العالم عن النجاحات السياسية للقيادة الفلسطينية وإشغاله في صراعات لا تحمد عقباها. وتنصل جيش الاحتلال من المسؤولية عن قتل أبو ماريا وقال: تعرض جنود القوة لأعمال عنف داخل أحد منازل القرية، إذ قاموا بنشاط أمني لاعتقال مطلوبين فأطلق الجنود النار باتجاه قدمي أحد الفلسطينيين، عندما غادر الجنود المنزل تعرضوا لإلقاء الحجارة والطوب فاضطروا إلى استخدام الأسلحة النارية لتفريق المشاغبين.