اقتحم عشرات المستوطنين أول من أمس المسجد الأقصى المبارك تحت حماية قوات الاحتلال التي واصلت لليوم الثاني على التوالي منع من هم دون سن الخامسة والأربعين من طلاب "مصاطب العلم" من دخول المسجد ما اضطرهم للمرابطة عند البوابات الخارجية. وذكرت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث في بيان أن المسجد شهد منذ ساعات الصباح تواجداً عسكرياً مكثفاً، خاصة قبالة الجامع القبلي المسقوف ومنطقة الكأس، حيث اعتدى جنود الاحتلال على أحد المصلين بالصاعق الكهربائي، قبل إخراجه بالقوة من الحرم الشريف. وأشارت المؤسسة إلى أن نحو 40 مستوطناً اقتحموا المسجد الأقصى تحت حراسة عسكرية مشددة، حيث تجولوا في ساحاته وحاولوا أداء بعض الطقوس التلمودية. وفي وقت لاحق اعتدت قوات الاحتلال اعتدت على عدد من المصلين المتواجدين في المسجد. وقد تصدى عدد من المصلين لمحاولة اقتحام الجامع القبلي المسقوف، من قبل القوات الخاصة الإسرائيلية، ما أدى إلى وقوع صدامات محدودة بين المصلين وقوات الاحتلال، دون أن يبلغ عن إصابات أو اعتقالات. وكانت منظمات إسرائيلية أعلنت نيتها تنظيم حملة من الاقتحامات والتدنيس لحرمة المسجد الأقصى في الأيام والأسابيع المقبلة، لمناسبة ما يطلقون عليها " الأعياد اليهودية". وقد نشرت وسائل إعلام المستوطنين دعوة إلى اقتحام جماعي للمسجد الأقصى الاثنين الماضي بمن في ذلك مستوطنون من "كريات أربع". وتتزامن هذه الدعوة لاقتحام الأقصى مع الذكرى التاسعة عشرة لمجزرة الحرم الإبراهيمي الشريف الذي اقترفها المجرم باروخ غولدشتاين من مستعمرة "كريات أربع" بحق المصلين الركع السجود خلال شهر رمضان من العام 1994، ما أدى إلى استشهاد 29 وإصابة العشرات من أبناء الخليل. بدورها حذرت حركة "حماس" في بيان لهذه المناسبة "الاحتلال الصهيوني من مغبة الاستمرار والتمادي في جرائمه ضد معالمنا ومقدساتنا وأرضنا وشعبنا، مؤكدة أن مخططات الاحتلال ومشاريعه الاستيطانية والتهويدية في مدينتي الخليل والقدس المحتلتين في ظل الصمت والتواطؤ الدولي لن تفلح في طمس المعالم العربية والإسلامية فيهما". ودعت حركة "حماس" منظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية إلى "تحمل مسؤولياتهم التاريخية في الدفاع عن الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته من خطر التهويد والاحتلال الصهيوني الغاشم".