تشهد باحات المسجد الأقصى المبارك مواجهات بين المصلين الفلسطينيين وقوات الاحتلال التي اقتحمت الحرم القدسي صباح اليوم واعتقلت عددا من حراسه والمصلين داخله، كما اعتدت بالهري وقنابل الغاز والصوت عليهم مما أوقع عددا من الإصابات. ويحاصر جنود الاحتلال مئات المصلين في مبنى المسجد الأقصى، محاولين اقتحام أبوابه وسط جهود من في داخله لمنعهم من ذلك. وقالت مراسلة الجزيرة في القدس جيفارا البديري إن جنود الاحتلال اعتقلوا 15 فلسطينيا بينهم خمسة من حراس المسجد الأقصى والباقي من المصلين، كما أسفرت المواجهات بين القوات الإسرائيلية والمصلين الذين يتصدون لها إلى إصابة عشرة فلسطينيين على الأقل. وأشارت المراسلة إلى أن أعدادا كبيرة من عناصر القوات الخاصة الإسرائيلية كانت تطوق الحرم القدسي وتتواجد على أبوابه منذ ساعات الصباح الأولى قبل أن تقتحمه وتعتدي بالضرب بالهري وقنابل الغاز والصوت على المصلين دون إنذار مسبق. وبررت الشرطة الإسرائيلية اقتحامها الحرم بإلقاء شبان الحجارة على عناصرها من داخله، لكن مراسلة الجزيرة نقلت عن من في داخل الأقصى نفيهم القيام بأي تصعيد متهمين الاحتلال باستفزاز المصلين. وأوضحت المراسلة أن قوات الاحتلال ما زالت تنتشر بكثافة داخل الحرم القدسي وتعتدي على الموجودين هناك وتحاصر في نفس الوقت مئات المصلين داخل مبنى المسجد الأقصى ومسجد قبة الصخرة، محاولة دخول المسجد لاعتقال المعتصمين داخله. ووفق المراسلة فإن قوات الاحتلال المحاصرة للمسجد الأقصى تمنع الدخول إليه أو الخروج منه، مشيرة إلى أن فلسطينيين يتصدون لقوات الاحتلال عند باب المجلس في الحرم القدسي. وأشارت إلى أن المواجهات توسعت لتشمل أزقة البلدة القديمة في القدس وباب حطة والمجلس، موضحة أن هناك اعتقالات وإصابات بالعشرات. متطرفون يهود في باحات الحرم القدسي حيث تسعى جماعات يهودية لتقسيمه (أرشيف) وضع خطير من جانبه قال مفتي القدس الشيخ محمد حسين في اتصال مع الجزيرة من داخل باحات الحرم إن الاحتلال اقتحمها من بابي المغاربة والسلسلة، واصفا الوضع بالخطير، ومحذرا من تصاعده إذا لم تنسحب القوات الإسرائيلية من الحرم الشريف. أما رئيس مجلس الأوقاف وشؤون المقدسات في القدسالمحتلة الشيخ عبد العظيم سلهب -الموجود داخل المحاصرين في المسجد الأقصى- فقال إن قوات الاحتلال تضغط لفتح أبواب المسجد لاعتقال الشباب الذين يتصدون لمحاولات اقتحامه، مشيرا إلى أن رائحة الغاز تفوح داخل المسجد. وذكر الشيخ كمال الخطيب نائب رئيس الحركة الإسلامية داخل الخط الأخضر إن المصلين المعتكفين بالمسجد منذ أمس محاصرون الآن في المسجد القبلي ومسجد قبة الأقصى داخل المسجد الأقصى، "حيث أن سلطات الاحتلال مصممة على إخراج المعتكفين واعتقالهم للسماح بدخول المستوطنين، وهو الأمر الذي نرفضه وسنتصدى له". ولفت الخطيب للجزيرة نت إلى أن الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية داخل المسجد الأقصى مبعدا لمدة شهر كامل من قبل سلطات الاحتلال عن مدينة القدس عقب أحداث الأقصى الماضية قبل ثلاثة أسابيع. أما محافظ القدس في السلطة الفلسطينية عدنان الحسيني فحمل إسرائيل كامل المسؤولية عن ما يجري في المسجد الأقصى، لأنها تريد التصعيد وتدفع بالمستوطنين وتوفر لهم الدعم الكامل لاقتحام الأقصى. صورة عن الدعوة والمنشورات التي وزعتها الجماعات اليهودية وتدعو لاقتحام الأقصى تحذير واستنفار وكانت جهات فلسطينية حذرت من مخطط إسرائيلي لاقتحام المسجد الأقصى اليوم بعد توالي الأنباء عن محاولات إسرائيلية لاقتحام المسجد المبارك. وحمل قاضي قضاة فلسطين الشيخ تيسير التميمي الحكومة الإسرائيلية مسؤولية أي احتكاكات وتوترات قد تحدث في مدينة القدسالمحتلة في ظل إعلان الجماعات الإسرائيلية المتطرفة نيتها اقتحام المسجد الأقصى. وأكد قاضي قضاة فلسطين أن "المسجد الأقصى المبارك يتعرض لأكبر مؤامرة تحيكها سلطات الاحتلال حيث قامت سراً بعمليات تصوير واسعة لساحاته ومبانيه ووضعت الخطط والرسومات والخرائط تمهيدا لتقسيمه على غرار الحرم الإبراهيمي الشريف في الخليل". وطالب المجتمع الدولي واللجنة الرباعية بالتدخل السريع لمنع إسرائيل من مواصلة عدوانها على أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، مستصرخا أبناء الأمة أن يهبوا "لنصرة المسجد الأقصى". وكانت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث في الداخل الفلسطيني حذرت في بيانها من تكرار جماعات يهودية دعوات لتدنيس المسجد الأقصى المبارك صباح يوم الأحد بمناسبة ما يطلقون عليه "يوم صعود الرمبام إلى جبل الهيكل". وحذرت مؤسسة الأقصى من تبعات عقد مؤتمر دعت أليه منظمات يهودية سياسية ودينية يعقد مساء الأحد أيضا، سيتم من خلاله توجيه دعوات إلى عموم المجتمع الإسرائيلي لاقتحام المسجد الأقصى في الأيام القادمة. وتأتي هذه الدعوات المتعددة بعد أن أحبطت عدة مخططات لاقتحام جماعي للمسجد الأقصى المبارك خلال "الأعياد اليهودية"، وذلك من خلال الاعتكاف والرباط والتواصل مع المسجد الأقصى في الفترة المذكورة. الرسالة