سادت مدينة القدس، لا سيما المسجد الاقصى ومحيطه، أمس حالة من التوتر في ظل استمرار الطوق الذي فرضته قوات الاحتلال على دخول المصلين المسلمين اليه، في وقت سمحت للمزيد من الجماعات اليهودية المتطرفة باقتحامه تحت حراستها. وجاءت هذه الاجراءات القمعية عقب يوم حافل بالمواجهات بين المواطنين وقوات الاحتلال وجماعات اليمين المتطرف عقب اقتحام ارهابيين يهود باحات المسجد الاقصى المبارك واغلاقه في وجه المصلين والاعتداء على المواطنين داخله وفي البلدة القديمة والعديد من احياء المدينة ما اوقع نحو 20 اصابة اضافة الى اعتقال ما لا يقل عن 11 مواطنا. وذكرت مصادر مقدسية ومؤسسة الأقصى للوقف والتراث أمس ان قوات كبيرة من شرطة الاحتلال و"حرس الحدود" انتشرت على كافة أبواب المسجد الأقصى المبارك، وفي محيطه ، ومنعت من هم دون سن الخمسين من الرجال حملة "الهوية الزرقاء" دخول الاقصى لأداء صلاة الفجر. وأكدت المصادر ان اربع مجموعات من المستعمرين اليهود اقتحمت صباح أمس الأقصى المبارك، عن طريق باب المغاربة، تحت حراسة مشددة من قوات الإحتلال، اضافة الى مئات "السياح الأجانب" وقاموا بجولة استفزازية في ساحاته، وأدوا شعائر توراتية وتلمودية ، تخللها سرقة غصون من أشجار الزيتون المزروعة في ساحات المسجد الأقصى المبارك . بدورهم حاول المصلون المتواجدون داخل المسجد ومعظمهم من كبار السن التصدي لعصابات اليهود التي اقتحمت المسجد ما أدى الى وقوع عراك محدود بالأيدي مع قوات الاحتلال التي توفر الحماية لهذه العصابات، بالقرب من باب المغاربة ومصطبة أبو بكر الصديق. ولم تقتصر اجراءات الاحتلال وقيوده على محيط المسجد بل طالت ايضا مداخل البلدة القديمة، حيث انتشرت اعداد كبيرة من عناصر الاحتلال ولم تسمح الا لاعداد محدودة من المواطنين بدخولها. منعت اي تجمع في محيط المسجد الأقصى المبارك. وكانت الجماعات اليهودية جددت دعوتها لاقتحام المسجد الأقصى واقامة الشعائر التلمودية والتوراتية داخله لمناسبة ما يسمى " عيد المساخر – بوريم". من جهة اخرى، اعلنت شرطة الاحتلال امس اصابة حارس اسرائيلي بجراح وصفتها بالطفيفة في هجوم بالرصاص استهدف سيارة للحراسة قرب ما يسمى بيت "جوناثان" الذي اقامه المستوطنون في قلب الحي الفلسطيني سلوان. واوضحت شرطة الاحتلال ان ستة عيارات نارية اصابت سيارة الحراسة ما ادى الى اصابة احد الحراس بصورة طفيفة وتم نقله الى مستشفى "شعاريه تصيدق" للعلاج، فيما قامت قوات الاحتلال اثر الهجوم بحملة تمشيط وتفتيش بحثا عن المهاجمين، الذين تمكنوا من الانسحاب من المنطقة.