اختلفت طقوس المثقفين خلال شهر رمضان المبارك الذي يشارف على الوداع، فمنهم من يعكف في منزله للراحة عقب عناء أشهر من الجد والعمل، ومنهم من يعود إلى جمهوره بروايات وحكايات تحاكي الثقافة الرمضانية، وما يتخللها من ممارسات وروحانيات يعيشها الصائم، ومنهم من يركن إلى قراءة الكتب، والتفكير بأعمال أدبية يظهر فيها مجددا عقب انتهاء شهر الصوم. وقال رئيس النادي الأدبي في جدة الدكتور عبدالله السلمي "تختلف طقوس الأدباء والمثقفين في رمضان، لكن الأغلب على المثقفين السعوديين خلال رمضان أنهم ومنذ 30 عاما تقريبا يصنعون لأنفسهم مجتمعا رمضانيا خاصا بهم، حيث يلتقون في مركز ما أو مقهى، فيتحاورون ويتجادلون في القضايا الأدبية والفكرية والمسائل الثقافية والقضايا الفكرية التي تطفو خلال هذه الفترة، أو يتعاطون النقاش في قضية أثارت انتباههم".وتابع "هناك شريحة أخرى من المثقفين تنتهز الشهر للعودة إلى قرائها من خلال إصدار بعض المؤلفات التي تتحدث عن عادة ما أو تقليد متبع خلال هذا الشهر، أو حتى كتابة زاوية أدبية أو إعداد ندوة أدبية". وأردف "تحرص الأندية الأدبية منذ 40 عاما على إعداد البرامج الثقافية، وهذه عادة ما زالت متبعة في نادي جدة الأدبي الثقافي، فقد وضعنا برامج ثقافية تواكب الشهر الكريم، وحرصنا أن يكون في كل سنة من العادات والتقاليد العربية بحيث نستضيف أمسية شعرية (ليلة شعرية تحت عنوان رمضان في ذاكرة الشعراء)، تبين طبيعة أشعارهم، وهل تتغير مفرداتهم اللفظية، وهل يموت غرض الغزل ويظهر غرض النجوى والإلهيات والنصح".وأشار إلى أن هناك هما وتحديا كبيرين يتعرض لهما المثقفون في استقطابهم الشباب للبرامج الرمضانية والصالونات الثقافية، وقال "الإشكالية في أن أكثر الشباب تستقطبهم المناشط الرياضية أكثر من الثقافية".