شهد محافظ الأحساء الأمير بدر بن محمد بن جلوي آل سعود، أول من أمس، حفل انطلاق فعاليات ملتقى جواثى الثقافي، في نسخته الثانية، الذي ينظمه نادي الأحساء الأدبي على مدى يومين، في قاعة غرفة الأحساء، بحضور حشد من المثقفين والأدباء في المملكة ودول الخليج، وتم خلاله تكريم نحو 27 شخصية وجهة في الحفل. وأكد رئيس النادي الدكتور يوسف الجبر، في كلمته خلال الحفل، أن اختيار موضوع الملتقى "الأحساء في كتابات الرحالة" كونه موضوعًا غنيًا بفكره وأدبه وفلسفته، ولتعاطف فؤاد المجتمع معه، مما يضمن لنا الانتقال من عُقم النخبوية إلى رحاب خصوبة العمل الثقافي، مشيراً إلى تزامن الملتقى مع ذكرى اليوم الوطني وذكرى مئوية دخول جلالة الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن للأحساء، حيث تفيض القلوب بالولاء والانتماء لمملكتنا وقيادتنا، موضحاً أن النادي نفذ خمسين فعالية ثقافية في العام 1430ه، وتكرار هذا النجاح في هذا العام، فكان النادي همزة وصل بين المثقفين يجمع القلوب ويؤلف النفوس، مع اهتمام عريض بإصدار عدد من الكتب الثقافية والأدبية، والتي اقتربت من العشرين إصداراً، كان آخرَها معجمُ شعراء الأحساء المعاصرين، وقد تطلب إنجاز هذا المعجم سنة كاملة من العمل الدؤوب والبحث المتواصل حتى تحقق الحُلم،وقد كان جديرًا بالأحساء أن تتوج عطاءها بمثل هذا المعجم، وهي الولود أم الشعراء المبدعين عبر العصور، منذ أن سجل التاريخ نبضات الإنسان في واحتها السمحة الهادئة، منذ عصر الجاهلية حيثُ طرفة وأضرابُه، إلى العصور الإسلامية حيثُ ابن المقرب وأترابُه، إلى مطلع العصر الحديث حيثُ عبدالعزيز بن عبداللطيف آل مبارك وكوكبته العالمة الشاعرة. ووجه الجبر باسم أعضاء مجلس الإدارة وجميع مثقفي وأدباء الأحساء الشكر لمحافظ الأحساء على رعايته ودعمه للنادي، وتوجيهاته الحكيمة، ولوكيل المحافظ خالد البراك على متابعته ومشاركته للفعاليات، منوهًا بدور رجال الأعمال الذين سطروا في الأحساء صورة مشرقة لحبهم لوطنهم ودعمهم للثقافة، فكانت استجابتهم فاعلة منهم هؤلاء مجموعة الحسين والعفالق، والشيخ عبدالعزيز عبدالله الموسى، وشركة الجبر التجارية، فقد تبرعوا برعاية أكثر من فعالية بالنادي، ومن رعاة العمل الثقافي في الأحساء الناشر الأدبي والثقافي عبدالعزيز بن حسن الجبر، وإبراهيم الدوسري فقد قدما الكثير للنادي ودعما طباعة إصداراته عدة مرات، ثم ألقى الدكتور أحمد الزيلعي كلمة الضيوف، أكد فيها على حضور الأحساء في المشهد الثقافي على مستوى المملكة، ودور الأندية الأدبية التي أعطت مساحة واسعة لإبداعات المثقفين والأدباء ولم تقتصر على ذلك بل أضحت وجهة ذات أبعاد متنوعة، وطرز الحفل بقصيدة للشاعر جاسم العساكر بعنوان "إلى الأحساء يوم لقائها الأول بالملك عبدالعزيز" قبل مئة عام، ومنها: حاشاك يا عبدالعزيز فلم تكن لحنًا على شفة الخلود معادا أبصرت قافلة الظلام طليقة نحو الحياة فما وقفت حيادا بعد ذلك شاهد الحضور فيلمًَا وثائقيًا عن النادي وأنشطته التي نفذها منذ أول تأسيسه عام 1427ه، بعد ذلك تم تكريم الشخصيات الفكرية والثقافية والإعلامية والداعمين التالية: عضو هيئة كبار العلماء الدكتور قيس آل الشيخ مبارك، الكاتب الدكتور محمد الهرفي، الشاعر عبدالله الرومي، الدكتور عبدالهادي الفضلي، السيد هاشم محمد الشخص، الكاتب خليل الفزيع، الكاتب عبداللطيف العقيل، الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بدولة الكويت بدر الرفاعي، المدير التنفيذي لدائرة الثقافة والآداب بدولة الإمارات بلال البدور، ومن جمهورية مصر العربية الدكتور بسيم عبدالعظيم، ومن سوريا الدكتور محمد أياد العكاري. وتكريم الجهات الحكومية الداعمة لأنشطة النادي، وهي: أمانة الأحساء، الغرفة التجارية بالأحساء، الجهاز التنفيذي للسياحة والآثار، جمعية الثقافة والفنون، ثلاثائية المغلوث ممثلة في الدكتور عبدالله المغلوث، مجموعة الحسين والعفالق، رجل الأعمال عبدالعزيز الموسى، مجموعة الجبر، رجل الأعمال عبدالعزيز بن حسن الجبر، رجل الأعمال إبراهيم الدوسري. وتكريم الشخصيات الإعلامية، وهم: عبدالله القنبر - رحمه الله- (جريدة المدينة ووكالة الأنباء السعودية)، أحمد المغلوث (جريدة الرياض)، عدنان الغزال (جريدة الوطن)، فاطمة عبدالرحمن (جريدة اليوم)، وفاء السعد (جريدة البلاد وشبكة التوافق الإخبارية)، ومن دولة قطر صالح غريب ( جريدة الشرق القطرية). وكانت فعاليات الملتقى قد انطلقت في تمام الساعة الثامنة والنصف من صباح أمس بثلاث محاضرات أدارها الدكتور أحمد عمر الزيلعي وشارك فيها الدكتور عبدالله العسكر بورقة بعنوان "كورنيلا دالنبرج وزيارتها للأحساء" ألقاها نيابة عنه الدكتور سعد الناجم وتضمنت قصة الشابةالأمريكية "كورنيلا دالنبرج" التي أصدرت مذكراتها وهي مبشرة مسيحية، قدمت إلى البحرين في عام 1922م، وبقيت فيها 40 سنة، وعملت ممرضة في القطيفوالأحساء وقطر والعمارة في العراق، وتجمع بين التبشير باليسوع وبين العمل الإنساني، ومحاضرة" الأحساء في وثائق الأرشيف العثماني" للدكتور سهيل صابان، أكد فيها أن الاهتمام العثماني بالأحساء يكمن في أوجه عدة منها: كونها المقر الإداري الأوحد للعثمانيين في الخليج العربي، وإدارتهم فيها قديمة، ومحاضرة "رحلة ناصر خسرو للأحساء " دراسة تاريخية نقدية "للدكتور مهند الدعجة، حيث تعتبر رحلة خسرو للأحساء من الدراسات العلمية ذات الجودة الأكاديمية العالية نظرا لمعاصرة صاحبها للأحداث ومشاهدتها وتدوينها، علاوة على إبرازها للجوانب الجغرافية والسياسية والاجتماعية والأدبية السائدة في حقبة الدراسة، ومحاضرة" استرداد مقاطعة الأحساء بعيون غربية "للدكتورة عزة بنت عبدالرحيم شاهين،التي اعتبرت الأحساء ذات موقع استراتيجي هام بالنسبة لنجد، فهي الجسر الذي يربط بينها وبين العالم الخارجي، ويخرجها من عزلتها داخل الجزيرة ويوصلها إلى ساحل البحر. وتختتم الفعاليات اليوم الأربعاء بأربع محاضرات هي الأحساء من خلال كتابات الرحالة للدكتور جميل محمود بني سلامة، رحلة ناصر خسرو للأحساء الجزء الثاني للدكتور فهد الحسين، ومحاضرة الأحساء في شعر الرحالة للدكتور عمر شحاته، وفي الجلسة الثانية محاضرة "حركة الإعلام والنشر والتأليف في الأحساء، ويشارك فيها الشيخ عبدالرحمن الملا، وخليل الفزيع، وعبدالرحمن الملحم.