تتأهب كتائب من الجيش اليمني الجديد الذي تم الانتهاء أخيرا من تدريبه وتجهيزه بأحدث الأسلحة، للزحف على مدن عدن وتعز ولحج، لتحريرها من أيادي الانقلابيين. يأتي ذلك فيما واصلت طائرات التحالف العربي الذي تقوده المملكة غاراتها العنيفة أمس على مواقع المتمردين الحوثيين المدعومين بفلول الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، في عدد من المحافظات والمدن اليمنية، كما استمر مقاتلو المقاومة الشعبية في التصدي لميليشيات التمرد وأرغموها على التراجع عن كثير من المواقع التي كانوا فيها. وقال مصدر يمني رفيع إن قيادات من الجيش اليمني تشرف على الاستعدادات الجارية للزحف نحو عدن، ولحج، وتعز، لتحريرها من ميليشيا الحوثيين وأتباع المخلوع صالح، كما تستعد قوات خاصة من الجيش اليمني أيضا لتخليص محافظة المكلا من مسلحي القاعدة. وكشف المصدر أن قيادات في الجيش الوطني المؤيد للشرعية تشرف منذ أيام على إعداد كتائب خاصة مدربة على حرب العصابات والشوارع، لتنفيذ تلك المهمات. مضيفا أن عملية التدريب والتأهيل تتم في أحد ألوية الجيش المساند للشرعية في المنطقة العسكرية الأولى بوادي حضرموت، حيث يشرف رئيس هيئة الأركان قائد المنطقة اللواء محمد المقدشي، شخصيا، على تلك التدريبات. وأشار إلى أن الكتائب التي يجري إعدادها تضم ضباطا وجنودا من قوات الحرس الجمهوري، وقوات مكافحة الإرهاب، وآخرين ممن رفضوا الانخراط في أعمال القتل والإجرام التي تنفذها ميليشيات الحوثي وأتباع المخلوع صالح. وأوضح المصدر أن غالبية الاستعدادات تمت وجارية دراسة خطط الزحف نحو مدينة المكلا والمدن التي يسيطر عليها تنظيم القاعدة في محافظة حضرموت. وأوضح أن كتائب من القوات ستتجه مباشرة إلى محافظة عدن لتشارك في تحرير العاصمة الموقتة وتعزيز جهود المقاومة الشعبية في تعز ولحج وأبين. ولم يستبعد المصدر أن تتغير المعادلة في تلك المحافظات، مشيرا إلى أن خبراء الجيش يعدون الخطط والدراسات الاستراتيجية التي ستتبعها الوحدات المقاتلة خلال مواجهاتها مع ميليشيات الحوثي والقاعدة والقوات المتحالفة مع الحوثيين. غارات نوعية في غضون ذلك، شن طيران التحالف غارات عنيفة أمس على معسكرات الدفاع الجوي ومنطق الجميمة وخشم البكرة في الحتارش، شمالي شرق صنعاء، بالإضافة إلى معسكر النهدين. كما أكدت مصادر مطلعة أن طائرات التحالف أغارت على منازل قياديين من جماعة الحوثي وقوات المخلوع صالح. ويحلق طيران التحالف بشكل كثيف منذ صباح أول من أمس فوق أجواء صنعاء، مع إطلاق الحوثيين وقوات صالح للمضادات الأرضية بين فترة وأخرى. وكثفت الطائرات غاراتها خلال اليومين الماضيين على صنعاء بعد هدوء نسبي شهدته العاصمة منذ مطلع شهر رمضان، حيث تركز القصف على المحافظات الحدودية. كما قصفت المقاتلات القصر الجمهوري، ومعسكر قوات الأمن الخاصة في تعز، حيث يتجمع مسلحون حوثيون وقوات موالية لصالح. وذكرت مصادر صحفية في عدن أن طائرات التحالف شنت غارات جوية وسط البحر على زوارق كانت محملة بميليشيات التمرد قادمة من الحديدة في طريقها إلى صلاح الدين. وعلى صعيد الاشتباكات الميدانية على الأرض بين مقاتلي المقاومة الشعبية وفلول التمرد الحوثي المدعومة بعناصر المخلوع صالح، تمكن الثوار في محافظة الضالع من قتل قائد عسكري كبير من جماعة الحوثي وأربعة من مرافقيه، في كمين نصب لهم في منطقة سناح الحدودية التي تشهد معارك كبيرة بين الجانبين بعد فشل المتمردين في اقتحام مدينة الضالع. كما لقي 28 مسلحا من قوات الحوثي وصالح مصرعهم، وأصيب أكثر من 50 آخرين بجروح خلال معارك في منطقة العلقة شمال شرق مدينة الضالع. استبسال الثوار أما في تعز، ففيما تتواصل الاشتباكات في بعض أحياء المدينة، تعرض عدد من الأحياء السكنية في محيط جبل جرة إلى قصف عشوائي وسط أنباء عن سقوط قتلى وجرحى جراء القصف. وفي لحج قُتل عشرات الحوثيين في هجوم مباغت شنته المقاومة الشعبية على تجمع لهم في الوهط. وقالت المقاومة إنها شنت هجوما على مواقع في جبهة العند، كانت تتحصن فيها ميليشيا الحوثي وقوات صالح، وتمكنت من السيطرة على عدد منها. وأضافت أنها قصفت قاعدة العند التي يسيطر عليها الحوثيون بصواريخ جراد. وفي إقليم أزال، نفذت المقاومة كمائن وهجمات ضد أهداف لميليشيات الحوثي، حيث تلقى المتمردون ضربات أفقدتهم الكثير من المواقع التي كانوا يسيطرون عليها. أما على صعيد مأرب، فقد دارت معارك عنيفة في جبهة صرواح بين المقاومة الشعبية والميليشيات المتمردة، بالتزامن مع سقوط عشرات القتلى والجرحى من ميليشيات الحوثي في غارة لطيران التحالف استهدفت مركزا لتجميع المجندين الجدد غرب المحافظة.