يفتقد المبتعثون في الولايات الأميركية الأجواء الرمضانية التي تعودوا عليها في المملكة، بطقوسها الجميلة، بسبب ظروفهم الدراسية التي حتمت عليهم قضاء هذا الشهر بعيدا عن الأهل والأحباب، لذلك يجتهد الجميع في صناعة أجواء شبيهة تخفف عنها مشاعر الاغتراب، وتروي حنينهم إلى أرض الوطن، ويكونون في هذا الشهر الكريم عائلة واحدة. يقول المبتعث في ولاية ميتشجان الأميركية بسام البوق ل"الوطن"، إن "صعوبة رمضان في الولاياتالمتحدة الأميركية تكمن في العيش مع غير المسلمين، خصوصا في فصل الصيف، ويسبب الاختلاط بين الطرفين مشكلات للبعض، إضافة إلى طول فترة الصيام التي تصل إلى 19 ساعة خلال النهار، مع قصر الليل، ولكننا رغم ذلك سعداء، لأن الأجر على قدر المشقة، ونحتسب الثواب إن شاء الله". وعن الأجواء الرمضانية في أميركا، يقول المبتعث مبارك الشهراني "نفتقد الإحساس بأجواء رمضان لاختفاء صوت الأذان عند الإمساك والإفطار، وافتقاد تجمع الأهل حول مائدة الإفطار، وهو مما يجعلنا لا نشعر بأجواء رمضان الحقيقية". وعن طقوسه في هذا الشهر أضاف "نقضي نهار رمضان في الجامعة، وبعد العودة أبدأ أنا وزوجتي بتجهيز الإفطار، والذي يتكون غالبا من المأكولات الرمضانية المتعارف عليها في المملكة، كما نقوم يوميا بقراءة ما تيسر من القرآن الكريم، وأداء صلاتي العشاء والتراويح في مسجد قريب من الولاية". وأشار المبتعث عبدالحكيم العساف إلى أنه "رغم الاغتراب والبعد عن الأهل، لرمضان طعم خاص في أميركا، حيث نجتمع مع الأصدقاء في المركز الإسلامي بالولاية، ونشعر بأننا عائلة واحدة، ونلاحظ مراعاة بعض المواطنين والمعلمين الأميركيين لمشاعر المسلمين في رمضان، حيث يبتعدون عن الأكل والشرب أمامنا، وبعض الأميركيين يسألوننا عن الصيام، وكيفيته، فنقوم بدعوتهم إلى الإسلام، وشرح تعاليمه، ومبادئه السامية". وعن الوجبات الرمضانية التي يعدونها طيلة شهر رمضان، يقول المبتعث في جامعة سنترال ميتشجان عادل الحربي "نعد عددا من الوجبات الرمضانية، منها الشوربة بجميع أنواعها، والفطائر، والسمبوسة، والأرز، والحلويات، والعصيرات الرمضانية"، مؤكدا أن رمضان في السعودية له طعم آخر.