مع بزوغ فجر أول أيام شهر رمضان يستعيد المبتعثون ذكرياتهم الجميلة مع أهاليهم في هذا الشهر، والليالي الرمضانية المميزة، ورغم أن أغلبهم نقل بعض الطقوس إلى بلد الابتعاث حتى يستشعر الروحانية التي كان يشعر بها في وطنه، إلا أن الجميع أكدوا أن رمضان في الوطن أحلى. يقول المبتعث لدراسة الماجستير في جامعة وسط فلوريدا بالولايات المتحدة محمد الجارالله، إن "رمضان خارج وطني تجربة جديدة وصعبة في آن واحد، فالغربة تعلم الشخص الصبر والاعتماد على النفس، وتعلمت كثيرا هنا، فأنا الآن أعد مختلف الأكلات وأنظف المنزل وأغسل الملابس وأكويها وأرتبها، إذ إنني لم أكن أقوم بتلك الأمور في وطني". وأضاف "أنا مبتعث منذ سنتين، وأصوم رمضان بعيدا عن وطني وأهلي، وأعد طعام الإفطار والسحور بنفسي. في أول سنة ابتعثت فيها طلبت من والدتي أن تسجل لي فيديو وترسله لي تشرح فيه طريقه عمل السمبوسة والشوربة والكبسة واللقيمات، وغيرها من الأطعمة المعروفة التي نتناولها في رمضان، وبالتدريج أصبحت أطبخ مثل والدتي، وصرت متفوقا في الطهي". وأوضح الجارالله أن "الولاية يوجد فيها مسلمون من مختلف البلاد تشهد تجمعات للإفطار الجماعي، لأن المبتعثين يقضون نهار رمضان في الجامعة، لذلك نجتمع في مراكز محددة، ونتناول الإفطار معا ونصلي التراويح ونقرأ القرآن الكريم، وهذا كله يعوضنا أجواء رمضان في الوطن، فسفرة إفطار واحدة تهون علينا الشعور بفقد تجمع العائلة، كما أن هذه التجمعات بيننا تصبرنا على الغربة، ولا تجعلنا نشعر بالبعد" وأكد أن "الجميع يفتقد الأهل والأقارب، ولكن وسائل التواصل قربت البعيد، وجعلتنا على تواصل دائم معهم، كما أن المعارف الجديدة تلعب دورها في تخفيف ألم الاغتراب، وتعوض المبتعث شيئا مما يفقده" ويتذكر محمد عددا من الواقف الطريفة التي مرت به في رمضان، فيقول إن "أغلب المواقف الطريفة تحدث في المطبخ عند تحضير الطعام، فأكثر من مرة يكون الطعام مالحا، أو لم ينضج جيدا، أو يحترق، وهذه كلها كانت تحدث في السنة الأولى من الابتعاث، لكن الآن أصبحت متمكنا في الطهي بفضل الممارسة، والتعلم من الأخطاء".