من الجنوب إلى أقصى الشمال، انشغلت جامعتا نجرانوالحدود الشمالية بقضيتين منفصلتين، ففيما تحقق الأولى في تغريدة وصفت ب"العنصرية" كتبها أحد المنتسبين إلى الجامعة منذ أكثر من عامين، تواجه الثانية اتهامات من خريجيها بتعطيل تسليمهم وثائقهم، ما قد يفوت عليهم فرصة التسجيل في برنامج "جدارة" أو الالتحاق بالكليات العسكرية في 30 شعبان الجاري. وفي حين كان الصمت سيد الموقف من إدارة جامعة الحدود الشمالية التي يتهمها خريجوها بالتعامل مع مطالباتهم ب"سلبية"، قال المتحدث باسم جامعة نجران حسن آل عامر إنهم يحققون في صحة نسبة التغريدة مثار الجدل إلى أحد منسوبيها، تمهيدا لاتخاذ الإجراءات اللازمة حيالها. تحقق جامعة نجران حاليا في تغريدة وصفت ب"العنصرية" كان نشرها أحد المنتسبين إليها في حسابه بموقع "تويتر". ووفقا لتصريح المتحدث الرسمي للجامعة حسن آل عامر، فإن التغريدة منسوبة لأحد العاملين في الجامعة وهو مبتعث الآن، وحملت إثارة للنعرات العنصرية، ومن خلال التحقيقات الأولية تبين أنها نشرت منذ أكثر من عامين، وتم استغلالها من آخرين من خلال إعادة تغريدها في هذه الأيام. وأضاف "الجامعة تحقق حاليا في صحة نسبتها إلى المبتعث المعني، تمهيدا لاتخاذ الإجراءات اللازمة"، موضحا أن الجامعة تؤكد في هذا السياق وقوفها ضد كل ما يمس اللحمة الوطنية ويثير النعرات. ورصدت "الوطن" خلال اليومين الماضيين استياء المواطنين من تغريدة صاحب الحساب، إذ قال المواطن مسفر آل فطيح "إن صاحب التغريدة يعمل أستاذا في الجامعة فمن المفترض أن يحمل قناديل العلم للطلبة وإيصال رسالة سامية بين أفراد المجتمع بعيدا عن سموم العنصرية وتفكيك النسيج الاجتماعي". واستغرب المواطن مهدي حمد المجرور صدور هذه التغريدة من شخص يعمل معلما، ومن المفترض أن يكون قدوة لطلابه، ويجب ألا يسهم في نقل إرث النعرات بين صفوف الطلاب، وزرع الفتن بين شرائح المجتمع، فالمعلم يُعد من أخطر الأصناف الوظيفية التي يتقبل منها الطلاب طرق التعليم، سواء الإيجابي أو السلبي. يُذكر أن وزير التعليم الدكتور عزام الدخيل سبق أن وضع بصمته في محاربة العنصرية، وذلك من خلال تدخله في قضية المعلمة قينة الحزوبر التي نقلت من مقر عملها في مكةالمكرمة لأسباب غير معروفة حتى الآن، ونشرت "الوطن" كامل تفاصيلها في عددها الصادر بتاريخ 24/ 4/ 2015، ووجه بالتحقيق فورا في حيثيات النقل وتفاعل عبر حسابه الرسمي بإطلاقه هاشتاقا يحمل عنوان #لا_للعنصرية_وشق_الصف. إلى ذلك، أظهر مقطع فيديو متداول في شبكات التواصل الاجتماعي أمس خلافا بين جامعة الحدود الشمالية وطلابها الخريجين، الأمر الذي وصل بإدارة الجامعة إلى التهديد بطلب رجال الأمن لإخراج الطلاب من مبنى إدارة الجامعة بعدما حضروا لمقابلة مديرها، للمطالبة بوثائق تخرجهم المتأخرة بحسب تأكيدهم. "الوطن" تواصلت مع الطالب الذي صور مقطع الفيديو -تحتفظ الصحيفة باسمه- فأكد صحة ما جاء بالمقطع، مشيرا إلى أنه حضر مع عدد من زملائه الطلاب الخريجين لمقابلة عميد القبول والتسجيل بالجامعة للاستفسار عن سبب تأخر تسليم وثائق تخرجهم، والمطالبة بتوزيع الوثائق على الطلاب قبل إغلاق موقع "جدارة" وانتهاء التسجيل بالكليات العسكرية في 30 شعبان الجاري، إلا أن عميد القبول والتسجيل بالجامعة رفض إدخالهم إلى مكتبه، وطلب إنابة طالب واحد للتحدث عنهم. وأضاف: بعد نقاش مع الطالب الذي ظهر في المقطع، هدده العميد بطلب الأمن له ولزملائه، وأغلق مدخل العمادة عليه، قبل أن يفتح له أحد الموظفين. وأضاف الطالب أنهم بعد ذلك توجهوا إلى مكتب مدير الجامعة، وقابلوا المدير جميعا إلا أنه هددهم بالجهات الأمنية، واصفا إياهم بالكذابين. كما طالبهم بالخروج من مكتبه على حد وصف الطالب. "الوطن" حاولت الاستفسار من إدارة الجامعة ومتحدثها الرسمي حول صحة المقطع المتداول، إلا أن مدير الجامعة لم يرد، بينما وعد المتحدث الرسمي الدكتور مفضي الشراري بالرد بعد التواصل مع الجهة المختصة.