قبل دخول وقت ذروة السفر عبر مطار الملك خالد الدولي بأسابيع قليلة، لاسيما مع بدء الإجازة الصيفية، حيث تشهد البوابة الجوية الوحيدة للعاصمة حينها تضاعف أعداد المسافرين من وإلى الرياض، عانت صالات وممرات المطار هذا الأسبوع من زحام شديد وتكدس للمسافرين، في منظر يشوه وجه الرياض وبوابتها الجوية والإطلالة الأولى لزائريها. ويعطي منظر تكدس المسافرين في صالات المطار هذه الأيام التي تعد خارج فترات ذروة السفر مؤشرا على بوادر أزمة قادمة لتكدس المسافرين في بداية الإجازة ودخول وقت ذروة السفر بعد أسبوعين من الآن. كما يدق ناقوس الخطر لدى مسؤولي المطار الدولي، ودعوتهم إلى سرعة التحرك لإيجاد حلول مناسبة لتلافي الأزمة المتوقعة. تذمر جماعي إلى ذلك، أجمع عدد من المسافرين الذين التقت بهم "الوطن" خلال جولتها الميدانية في المطار على سوء الخدمات وازدياد الزحام وتكدس المسافرين، وأبدوا تذمرهم من الوضع الذي وصل إليه المطار الذي كان يعد معلما من معالم العاصمة. وطالت انتقاداتهم جميع مرافق المطار تقريبا، بداية بمواقف السيارات وسيارات الأجرة وصولا إلى زحام كاونترات شركات الطيران وصالات الانتظار ومكاتب تأجير السيارات ودورات المياه وكبائن التدخين وأجهزة التذاكر الإلكترونية وخدمات العفش. يقول فوزي مقداد "أول ما تقابله عند قدومك للمطار أو مغادرته الكدادين الذين يتلقفون المسافرين بطريقة سيئة تشوه سمعة بوابة العاصمة، إضافة إلى فوضى سيارات الأجرة وسوء حالة كثير منها، وعدم أهلية ولياقة سائقيها الذين لا يجيد معظمهم أدبيات التعامل مع المسافرين. ويضيف مقداد "معظم مرافق المطار أصبحت قديمة وبالية، وتحتاج لترميم من جديد، فدورات المياه رديئة وغير نظيفة ولا توجد بها مناديل ورقية في كثير من الأوقات، إضافة إلى تعطل عدد كبير من أجهزة التذاكر الإلكترونية. خدمات سيئة بدوره، وصف المواطن بندر العتيبي الحالة التي وصل إليها المطار بالرديئة، مشددا على ضرورة محاسبة المتسببين في وصول المطار إلى هذه الحالة، مؤكدا أن السبب يعود إلى إهمال سنوات من القائمين على إدارة المطار. وأضاف أنه لو كانت هناك إدارة محترفة تجري صيانة دورية لمرافق المطار لما بلغ هذه الحالة من الترهل. وأشار العتيبي إلى عدم تطوير خدمات المطار، وأداء موظفيه، فمعظم الموظفين لا يزالون يتعاملون بفوقية وتعال مع المسافرين، وكأنهم يقدمون لهم حسنة، بينما دورهم الأساس هو خدمة المسافر والسهر على راحته. أما فوزي أيوب، مسافر من الجنسية المصرية، فانتقد خدمة نقل العفش وإهمال العمال لأمتعة الركاب، مؤكدا معاناته من تلف كثير من الأجهزة والأدوات التي اشتراها لعائلته عند زيارته لهم في الإجازة السابقة، حيث قام عمال نقل العفش بنقل الأمتعة بطريقة سيئة أدت إلى تلفها. أزمة المواقف في جانب آخر، أصبحت مواقف المطار مشكلة تؤرق المسافرين، وذلك بسبب نقصها وشبه انعدام الأمن بها، فالمسافرون أو مستقبلوهم الذين يجبرون على التوقف في مواقف المطار لا يأمنون على مركباتهم من السرقة أو التعرض للصدم وسط لا مبالاة من إدارة المطار أو الشركة المشغلة للمواقف، لتوفير الأمن والخدمات اللائقة للمستفيدين، على الرغم من رفع سعر التعرفة على الساعة بنسبة 50٪ لتصبح قيمة ساعة التوقف 3 ريالات بدلا من السعر السابق "ريالان". وفي هذا السياق، انتقد المواطن فيصل العليان الشركة المسؤولة عن إدارة مواقف المطار التي عدها من أسوأ مواقف المطارات التي تعامل معها، مستغربا قيام الشركة المشغلة للمواقف برفع تعرفة الوقوف بنسبة 50٪ حيث بدأت منذ عدة أشهر تأجير الساعة ب3 ريالات بدلا من ريالين. وقال إن رفع رسوم المواقف غير مبرر كونها لم تضيف أو تطور شيئا من الخدمات، إضافة إلى أن الأمن شبه غائب، ولا توجد كاميرات مراقبة، عازيا انتقاده إلى تجربة سابقة مع مواقف المطار، حيث وجد في أحد الأيام سيارته مصدومة في المواقف، وعند مراجعته الشركة التي تتولى إدارة وتشغيل المواقف لمساعدته على اكتشاف من صدمها، أكد أنهم لم يفيدوه بأي شيء، وهو ما جعله يكتشف عدم وجود كاميرات تغطي كامل مساحة المواقف. "الوطن" رصدت ضمن جولتها أزمة مواقف المطار حيث يحتاج مرتادو الموقف إلى التجول في الممرات والانتظار لفترة قد تتجاوز 15 دقيقة، على أمل إخلاء أحد المتوقفين لموقفه. كما رصدت وقوف بعض المركبات فوق الأرصفة، أو في أماكن ممنوعة لعدم توفر مواقف. اعتراف المسؤول من جانبه، اعترف مدير مطار الملك خالد الدولي يوسف بن إبراهيم العبدان، بوجود مشكلة تزاحم وتكدس في المطار، مرجعا السبب إلى فجوة في الطاقة الاستيعابية وأعداد المسافرين، وذلك خلال حديثه في ندوة سابقة نظمتها الغرفة التجارية بالرياض. العبدان أكد أن الحل في مواسم الصيف والأعياد والإجازات، سيكون في إنجاز مشروع الصالة رقم 5 التي يتوقع إتمام إنشائها نهاية العام الجاري حيث سيكون لها دور كبير في سد الفجوة الموجودة بالطاقة الاستيعابية للمطار، وستعالج كثيرا من مشكلة التزاحم والتكدس.