يُعاني "مطار الملك خالد الدولي" بالرياض من تراجع كبير في مستوى خدماته المُقدَّمة للمسافرين، وتحديداً مع موسم الصيف، وازدحام المغادرين والقادمين من وجهات محلية ودولية، ومن ذلك تعطُّل أجهزة التكييف، وأجهزة سير العفش، وقلّة المصاعد، ومقاعد الجلوس، وكاميرات المراقبة، ومكائن الصرف الآلي، إلى جانب ارتداد طابور المسافرين المغادرين قبل نقطة التفتيش الأولى إلى باب الدخول، وتواضع دورات المياه، وارتفاع أسعار المقاهي والمطاعم مع محدودية معروضاتها، إضافةً إلى عدم توفُّر العدد الكافي من مواقف السيَّارات وصعوبة الحصول عليها، في ظل سيطرة العديد من شركات تأجير السيارات عليها. "الرياض" جالت على بعض المواقع الخدمية في المطار وخرجت بحصيلة وافرة من السلبيات. مواقف السيارات بدأت جولتنا بالمرور على مواقف السيارات -التي تُعدُّ أولى المشكلات بالنسبة للمسافرين-، فهي على الدوام مُكتظةً، وتفتقر إلى لوحات إرشاديَّة تُبيّن للمسافر أماكن المواقف الشاغرة وعددها، وهنا عليه أن يبحث بنفسه عن تلك المواقف وسط سيارات تتعاقب بعضها إثر بعض في معركة طويلة هدفها الفوز بالموقف الشاغر. وقد تجد سيارات أخرى تصطف في طابور طويل لتترقَّب مسافراً آخر يجر أمتعته عائداً للتو إلى سيارته، وبين هذه وتلك يضيع على المسافر وقتاً ثميناً هو في أمس الحاجة له في سبيل بحث طويل عن موقف شاغر، وعلى الرغم من دفع الرسوم المالية المترتبة على الحصول على الموقف سلفاً، إلاَّ أنَّ المسافر قد يجد نفسه في نهاية الأمر أمام خسارة ماديَّة بموازاة خسارته لوقت كان الأولى فيه أن يقضيه في انجاز الإجراءات المتعلِّقة بسفره. وأمام الخوف من مرور الوقت في البحث عن موقف دون طائل، ومع اقتراب وقت المغادرة قد يضطر العديد من المسافرين للوقوف على الأرصفة بعضهم وراء بعض، أو إلى الوقوف على جانبي الطريق، وتبرز مشكلة المواقف أكثر عندما تتوقف بعض السيارات مضطرة على الرصيف؛ فتتسبب بذلك في إغلاق مسار طفايات الحريق، في الوقت الذي تسيطر فيه شركات تأجير السيارات على حوالي (50%) من مواقف الدور العلوي، بينما استحوذ موظفو المطار على حوالي (30%) من مواقف الدور الأرضي، إلى جانب وجود حوالي (30) سيارة محجوزة منذ وقت طويل، كما وُضع حولها أسلاك حديدية لمنع خروجها، ممَّا نتج عنه حجز مواقف مهمة قد يستفيد منها المسافرون، والغريب في الأمر أنَّ من بينها سيارات حكومية محتجزة يبدو أنَّها نُسيت مع مرور الوقت، إضافةً إلى أنَّ من بينها حافلة صغيرة تابعة لوزارة الصحة، إضافةً إلى قلّة كاميرات المراقبة في المواقف. وفي ظل صعوبة الحصول على موقف شاغر فإنَّ المسافر يجد نفسه مُضطراً إلى أن ينتظر طويلاً، ويعيش قلقاً كبيراً خاصةً مع اقتراب موعد مغادرة رحلته، وحتى لو حضر مبكراً فإنَّه ربَّما كان لزاماً عليه إيقاف سيارته على الرصيف لتترصدها بعد ذلك شركة المخالفات المرورية وتسحبها من مكانها، وعندها فإنَّ عليه أن يبدأ فصلاً جديداً من فصول معاناته تلك. ومن المسافرين من قد يجد موقفاً بعيداً لسيارته، ورُبَّما كان على مسافة بعيدة نسبياً عن صالة المغادرة، وهنا عليه أن يُبادر بنفسه إلى حمل أمتعته خلال تلك المسافة؛ في ظل عدم وجود خدمة نقل الأمتعة داخل المواقف، وما يترتب على ذلك من ضياع للوقت، وجهد المسافر، خاصة عندما يدخل صالات المطار وبجد أجهزة التكييف متعطلة، أو متوقف بعضها، أو ضعيفة التبريد، ونسبة "الأكسجين" قليلة، والتهوية غير كافية، وانبعاث روائح السجائر وعوادم السيارات مكشوفة. مصاعد قليلة ما إن ينتهي المسافر من تجاوز مشكلة مواقف السيارات حتى يجد نفسه أمام مشكلة جديدة تتمثَّل في البحث عن مصعد ينقل فيه عربة أمتعته إلى حيث صالات المغادرة، وهنا عليه أن يبحث عنها في أماكن خلفية منزوية ذات ممرات ضيقة ومتسخة، في ظل قِلَّة عددها، وعدم وجود لوحات إرشادية يمكن الاستدلال عن طريقها بأماكن هذه المصاعد. طابور التفتيش وحين يصل المسافر إلى نقطة التفتيش وجهاز الكشف عن محتويات العفش؛ يجد نفسه مضطراً للوقوف في طابور طويل يتقاطع، ويتداخل مع طوابير أخرى، ويصل الارتداد إلى بوابات الدخول، ومقاعد انتظار "العوائل"، وربما أبعد من ذلك؛ نتيجة قرب المسافة بين نقطة التفتيش وبوابة الدخول. وبعد تجاوز نقطة التفتيش يبدأ طابور آخر للحصول على "بطاقة صعود الطائرة"؛ نتيجة قلّة "الكاونترات"، وضعف مستوى الخدمات الأرضية، إلى جانب عدم تعاون المسافر في مراعاة شروط العفش، خاصة الزائد منه، حيث يستمع من في الطابور إلى حديث تودد، واستلطاف من المسافر، وصرامة، وربما تهاون أحياناً من الموظف، ولذا لا تستغرب من فتح شنطته أمام الجميع لتخفيف وزنها، وهرول مسرعاً يبحث عن شنطة صغيرة يُسمح بدخولها إلى الطائرة. وبعد تسليم العفش تبدأ عند مدخل الجوازات في صالات الرحلات الدولية؛ إشكالية العفش داخل الطائرة، والتشديد في ذلك؛ لدرجة وزن بعض القطع، حيث لا يوجد لوحات إرشادية كافية بعدة لغات لتنبيه المسافرين عن هذا الإجراء. مسجد ضيِّق وأثناء جولتنا في أرجاء المطار توجهنا إلى مسجد صالة الرحلات الداخلية، وهو مسجد ضيق جداً لا يتعدى عرضه المترين فقط، كما أنَّه لا يتَّسع إلا لعدد قليل من المصلِّين، إلى جانب وجوده في موقع غير مستوٍ، ويأتي هذا في ظل عدم استفادة غالبية المصلين من المسجد الكبير بالمطار، لوقوعه خارج الصالات وبالتالي صعوبة الوصول إليه. صالة فارغة! مع الحديث عن حاجة المطار للتوسعة وضيق المصلى وجدنا صالة علوية مساحتها تتجاوز (600) متر مربع تقع أعلى مكاتب الحجز الجنوبية بصالة الرحلات الداخلية، ويخدمها سِلَّم كهربائي واحد فقط، ولوحظ أنَّه لم يتم استغلالها إلاَّ من بعض المسافرين النائمين تحت عدد من الكراسي، ومحلات بيع العصائر!. غرف المدخنين على الرغم من أنَّ إدارة المطار خصصت غرفاً للمدخنين تقع على جانبي الصالات، إلاَّ أنَّ عدسة "الرياض" رصدت العديد من المخالفين الذين أطلقوا العنان لدخان سجائرهم التي أشعلوها للتو في البهو، في ظل عدم وجود رقابة مستمرة في هذا الجانب، ولوحظ أنَّ غرف المدخنين التي تم تخصيصها بعد قرار منع التدخين في المطارات صغيرة جداً، وتفتقد للتهوية اللازمة، ولا تحتوي على برامج إرشادية تتعلَّق بالتوعية من أضرار التدخين، كما أنَّها مليئةً بالقاذورات مِمَّا يجعل العديد من المدخنين يمارسون هذه العادة خارج جدرانها. شحن الجوَّالات وضعت "هيئة الطيران المدني" أجهزة يستفيد منها المسافرون في شحن جوَّالاتهم بالمجان في العديد من المطارات الإقليمية على أن يكون جهاز الجوال تحت مسؤولية مالكه، ومع ذلك فإنَّ المسافر لن يجد هذه الخدمة في "مطار الملك خالد" بالرياض، وربما يجدها في صالات دون أخرى ولكن ليست كافية. حلول عاجلة وبموازاة المشكلات السابقة التي يتعرَّض لها العديد من المسافرين في صالات المغادرة، فإنَّ القادمين يعانون أيضاً من العديد من المشكلات التي تتمثَّل في تأخُّر وصول أمتعتهم إلى السير الكهربائي، وعدم وضوح مواقع حقائب كل رحلة من الرحلات، والعمالة المكلَّفة بنقل الأمتعة، إلى جانب تحديد أجور سيارات الأجرة. وعلى الرغم من أنَّ "الهيئة العامة للطيران المدني" وعدت بحل هذه السلبيَّات خلال عامين، ووقَّعت عقوداً تطويرية، فإنَّ المسافرين ينتظرون حلولاً عاجلة، حتى لو أدَّى ذلك لأن تكون هذه الحلول بشكل مؤقت، إلى أن يتم تلافي هذه السلبيات التي تؤثر بشكل سلبي على سمعة مطار دولي بحجم العاصمة "الرياض". تسعيرة سيارة الأجرة تبدأ من (45- 120) ريالاً بحسب قرب وبعد الأحياء مدخن ينفث دخان سيجارته بعيداً عن عين الرقيب ثلاثون سيارة محتجزة داخل المواقف شركات تأجير السيارات تحتل مساحة كبيرة من المواقف سير العفش لا يزال بطيئاً ويؤخر وصول حقائب المسافرين مطار الملك خالد يحتاج الى حلول عاجلة بعد أكثر من ثلاثين عاماً من الخدمة