يشهد مطار أبها الإقليمي عادة في مثل هذه الأيام من كل عام، أزمة حجوزات مزمنة مستديمة وازدحاما وتكدسا في المرافق واختناقات مرورية داخل وخارج ساحاته الضيقة أصلا، ويفاقم موسم الصيف والإجازات من حجم الأزمة حيث تكون الكثافة والضغوطات أكثر حدة، وتعج صالاته الداخلية والدولية بالمسافرين، الذين انتقدوا في حديثهم ل«عكاظ» قلة الرحلات الداخلية في المطار الوحيد في منطقة عسير، فضلا عن محدودية المساحات المخصصة كمواقف للمركبات. وأوضح المواطن سلمان مفرح العسيري (سائق سيارة أجرة) أن مطار أبها عادة ما يشهد في مثل هذه الأيام من كل عام زحاما وضغوطات مضاعفة على الحجوزات باعتباره المطار الوحيد في منطقة عسير باستثناء مطار بيشة، ومما زاد الوضع تأزما وزحاما فتح صالة المطار الدولية للرحلات الدولية المباشرة إلى مصر ودبي وفي موسم الصيف، ونتج عنه مضاعفة أعداد المسافرين وكثافة في الحركة في أرجاء المطار. أضاف «سمعنا عن زيادة في عدد الرحلات الداخلية، إلا أن الزحام لازال كما هو عليه، وأزمة الحجوزات في تفاقم، حيث يشهد المطار أكثر من عشرة آلاف مسافر بصفة يومية على كافة الرحلات ذهابا وإيابا، علما أن أعدادا المسافرين في تزايد مستمر على مدار العام، ويتضاعف العدد في موسم الصيف أضعافا مضاعفة، زد إلى ذلك ضيق مواقف السيارات وقلتها ولا تواكب أعداد المركبات والحركة النشطة». وذكر كل من محمد مبارك القحطاني ومستور عبدالله الشهراني أن معاناة مطار أبها وأزمة عدم وجود حجوزات هما ظاهرتان أشبه بالمعروفتين والمألوفتين، لذلك يلجأ معظم المسافرين إلى المركبات للوصول إلى غايتهم، بعيدا عن وعود حجوزات الانتظار في المطار من أجل الحصول على مقاعد شاغرة، أو الحجز بأشهر طويلة ولا مجال للظروف الطارئة على حد قولهم. وأضافوا «كثيرا ما يتحجج موظفو الحجوزات بجملة (الرحلة أقفلت) ومع هذا تجد عدة مقاعد شاغرة في الرحلة ولا يستفيد منها أحد، نطالب بمقاعد احتياطية في الطائرة للضرورة». ويشاطرهم الرأي المواطن مسفر عبداللطيف الزهراني الذي أشار إلى وجود أصحاب الحالات الخاصة والمرضى الذين هم في حاجة للعلاج في المستشفيات المتخصصة ولا يجدون الحجوزات بالرغم من حصولهم على تقارير طبية ولا يمكنهم السفر للحاق بمواعيد المستشفيات خارج المنطقة والمجدولة سلفا، ولا أحد يقدر ظروفهم الصحية أو يوجد كاونترا خاصا بهذه الفئة. وأضاف «المسافر يعاني كذلك من ضيق مواقف السيارات في ساحات المطار الخارجية بصالتيه الداخلية والدولية، مما يخلق حالة من التكدس والاختناقات والزحام وخاصة في الإجازة الأسبوعية وهذا الأمر يحتاج إلى وقفة جادة لتوسعة ساحات مواقف المطار». وأكد ل«عكاظ» مصدر في مطار أبها وجود أزمة متجددة في الحجوزات، نتيجة للضغط والإقبال الكبير على مطار أبها، كونه الوحيد في مدينة أبها وخميس مشيط والمحافظات المجاورة ويجد إقبالا وضغطا شديدين وخاصة في موسم الصيف بالرغم من زيادة عدد الرحلات بنسبة فاقت 30 في المائة. وأضاف المصدر «معظم المسافرين يحاولون الحجز في نفس يوم سفرهم أو قبله بأيام، وخاصة في مواسم الإجازات والعطل الأسبوعية، وبما يصعب من سفرهم، وهذا الوضع يخلق تكدسا أمام كاونترات الانتظار كون معظم الحجوزات مقفلة ومؤكدة من قبل مسافرين آخرين، أما فيما يتعلق بخدمة ذوي الاحتياجات الخاصة فهناك كاونتر خاص بهم في صالة المطار وموظف مخصص لخدمتهم وخدمة درجة رجال الأعمال والأولى ولكن مع ضغوطات المسافرين وتقارب موعد إقلاع الرحلات يكون هناك إشغار كامل لكافة الموظفين». حركة مسافرين ختم المصدر بالقول: «ضيق مواقف السيارات في ساحات المطار فهو من شأن مشاريع المطارات وهذا الأمر يحتاج بالفعل إلى بعض التحسينات والتوسعة وتزداد المشكلة سوءا في موسم الصيف كون مطار أبها يشهد حركة كبيرة من المسافرين لكافة الرحلات الداخلية والدولية».