بدا رئيس دولة اليمن الجنوبي السابقة علي سالم البيض مقتنعا بأن الأمور في اليمن لن تستقر إلا بقطع رأس الأفعى، المتمثل في ثنائية ميليشيا الحوثي والمخلوع علي عبدالله صالح، مؤكدا أن إنقاذ البلاد يمر عبر خروج صالح منها إلى غير رجعة والقضاء على المتمردين. وفي حديث إلى "الوطن" رأى البيض أن الأولوية الآن تكمن في بناء جيش يمني موحد يمتلك عقيدة الولاء للتراب الوطني لا للمصالح. وفيما أكد دعمه الكامل لعملية عاصفة الحزم، رفض الخوض في الحديث عن احتمالات الانفصال أو الوحدة بين اليمنيين، قائلا إن الوضع الحالي في اليمن غير مناسب للحديث عن هذه الأمور. وفي الوقت الذي دخلت العملية العسكرية لقوات التحالف التي تقودها السعودية لاستعادة الشرعية في اليمن أسبوعها الثالث، تمكنت المقاتلات الجوية من عزل القيادات الحوثية عبر قطع الاتصالات بينها والمجاميع المتمردة في مناطق الجنوب، وذلك باستهداف محطة اتصالات في صعدة "معقل المتمردين"، وأخرى تقع إلى الشمال من صنعاء. وأعلن المتحدث باسم التحالف المستشار في مكتب وزير الدفاع العميد ركن أحمد عسيري إحباط مخطط لنشر مدافع ساحلية كان ينوي المتمردون نصبها بجوار مضيق باب المندب. كشف رئيس دولة اليمن الجنوبي السابقة ونائب رئيس الجمهورية اليمنية السابق علي سالم البيض أن الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح يعاني أمراضا نفسية ومهووس بالسلطة، وحمله مسؤولية كل الأحداث التي يشهدها اليمن في الوقت الحالي. مشيرا إلى أن الأمور لن تستقر إلا إذا تم إرغامه على الخروج ومغادرة البلاد إلى غير رجعة، موضحا أن هذه الخطوة كان ينبغي القيام بها منذ توقيع المذكرة الخليجية وآليتها التنفيذية. وأكد البيض تأييده المطلق لعمليات عاصفة الحزم في اليمن، مشيرا إلى أنها نجحت إلى حد كبير في تقليل نفوذ الحوثيين وتحجيم قوتهم العسكرية. كما دعا إلى إرسال قوات برية للتدخل وإنجاز المهمة على وجهها الأكمل، مؤكدا أن الشعب اليمني سيخرج للترحيب بالجنود، لقناعته أنهم ما أتوا إلا لنصرته وتخليصه من كابوس صالح – الحوثي الذي جثم على صدورهم طويلا. تحالف الشر ويؤكد وقوفه ضد التحالف الذي يجمع المخلوع بالحوثيين، مشيرا إلى أن هذا الثنائي يعمل ضد مصلحة اليمن. وأضاف "هؤلاء هم الذين يقومون بأعمال الاضطهاد والاعتداء على المواطنين، ويسفكون دماء الشباب، وهم السبب الرئيس في كل المآسي التي شهدها اليمن خلال الفترة الماضية. كما أكد وقوفه التام إلى جانب المملكة العربية السعودية والدول العربية التي تقوم بعمليات عاصفة الحزم، ومعارضته التامة للتدخل الإيراني في شؤون اليمن والمنطقة، وتابع "الإيرانيون موجودون في اليمن، ولديهم إمكانات كبيرة سخروها لأجل تدمير اليمن. ومن يقف خلف توسعهم في المنطقة هو تحالف صالح والحوثيين، وطهران تلعب دورا كبيرا خلف الكواليس، ولكنها لا تستطيع التدخل بشكل قوي وعلني، وكل ما تستطيع عمله هو تقديم الدعم لعملائهم الحوثيين الذين لا يتأخرون في تنفيذ مؤامراتهم. واستبعد رئيس اليمن الجنوبي السابق أن يقدم حزب الله على إرسال عناصره، أو أن تدخل اليمن قوات من ميليشيات شيعية، سواء من العراق أو غيرها، وقال "ليس بإمكان هؤلاء أن يدخلوا اليمن ويحولوه إلى ساحة حرب، وليست لهم القدرة على لعب مثل هذا الدور، ولديهم من المشكلات الداخلية ما يكفيهم". وضع استثنائي ورفض البيض الحديث عن احتمالات الانفصال أو الوحدة بين اليمنيين، قائلا إن الوضع الحالي في اليمن غير مناسب للحديث عن هذه الأمور، بسبب الحروب والمآسي التي يشهدها اليمن في الوقت الراهن، وإذا كان الجنوب هو الذي يعاني وحده في أوقات سابقة فإن كل اليمن يعاني حاليا. وأبدى تأييده العلني وغير المشروط لعمليات عاصفة الحزم التي تقودها دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية لردع الحوثيين ومساعدة الشرعية المتمثلة في الرئيس عبدربه منصور هادي، وقال "عاصفة الحزم هي عملية عسكرية كان لا بد منها، لإنقاذ اليمن من الوقوع في براثن الأعداء، وهي خطوة ضرورية لا بد منها، ونؤكد أهمية استمرارها حتى تؤدي غرضها لتحقيق أهدافها كاملة، ونشدد على أن هذه العملية ينبغي أن تستمر لأطول فترة ممكنة، حتى يمكن تخليص اليمن من جيوب التمرد والانقلاب، فساعدت الضربات الجوية رجال المقاومة الشعبية على تعقب فلول الإرهابيين". هوس السلطة وأشار البيض إلى أن الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح تجرأ كثيرا على اليمنيين، ولم يستفد من تجربته الطويلة في الحكم، وأنه كان من الأفضل إرغامه على الخروج من اليمن عقب الإطاحة به، حتى لا يتسبب في عودة الاضطرابات كما حدث أخيرا، وتابع "صالح أعطي فرص لم تعط لغيره، ولكن المشكلة الرئيسة أنه لا يتعلم من تجاربه، ولا يتصور وجودا لليمن بدونه. وكان الأجدى إرغامه على مغادرة البلاد عقب توقيع المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، لأنه لم يسبق في التاريخ أن بقي رئيس مخلوع في بلاده، بعد أن أطاحت به ثورة شعبية، لكن صالح بقي وكان يتصرف في كل شيء، ولديه من الأموال التي نهبها من اليمن ما يتيح له إمكان فعل كل ما يريده، فهو إنسان يعاني أمراضا نفسية، ولا يتحلى بحس المسؤولية، ومهووس بالسلطة، ولا يمكن أن يعيش بدون التفكير في العودة إلى الحكم. أو أن يتدخل في أمور البلاد".واسترسل البيض بقوله "للأسف الشديد أقول إن صالح ليس لديه قيم، أو معايير وطنية يتصرف على أساسها، فهو يستخدم كل السبل لتحقيق هدفه الرئيس المتمثل في العودة إلى كرسي الحكم من جديد، ولو كان على جماجم اليمنيين وأرواحهم، ولو أعطي مئات الفرص فلن يغير من أسلوبه، لأنه اعتاد على أساليب المكر والخداع، وباتت جزءا من شخصيته". إعادة تكوين الجيش وتأسف السياسي اليمني على حال الجيش الذي قال إنه مختطف، وتم توجيهه إلى تحقيق أهداف قبلية ومناطقية، أبعد ما تكون عن الأهداف الوطنية والقومية التي تنشأ الجيوش على أساسها في العادة. ومضى قائلا "الجيش اليمني مختطف في الوقت الحالي، فتم تأسيسه أصلا على أيدي صالح لتحقيق أهداف خاصة به، فللرئيس المخلوع نفوذ كبير داخل هذا الجيش، واستطاع شراء ذمم بعض القادة لصالحه، أما الذين رفضوا الانسياق وراء شهواته وأغراضه الشخصية فكان نصيبهم الفصل والإبعاد، إذ أتى بأشخاص موالين له، ووضعهم في قمة الأجهزة العسكرية. رغم وجود آخرين أكثر منهم كفاءة وقدرة ومهنية، لكنه لم يكن يبحث عن هذه المعايير، ولا يلتفت إليها في الأساس، بل ركز جهده على أهمية الولاء الشخصي له ولعائلته، لذلك كان موقف عدد كبير من الألوية والأجهزة العسكرية سالبا خلال الأزمة الأخيرة، واختاروا الانحياز إلى جانب الانقلابيين والمتمردين، بعد أن تلقوا تعليمات من صالح بالانسحاب وتسليم تلك المواقع للمتمردين".واسترسل البيض في شرح الحل النموذجي لتلك المعضلة بالقول "لا بد من استبدال كل المسؤولين في الأجهزة العسكرية، والبدء في تكوين جيش وطني جديد، يدين بالولاء لتراب الوطن، ولأهدافه الوطنية وقيمه العليا، وأن يكون معيار الكفاءة والمهنية هو الوحيد الذي يتبع لاختيار العناصر، على أن تتم زيادة الجرعات الوطنية، وغرسها في نفوس القيادات قبل الجنود، وأعتقد أن الوضع الحالي يمثل فرصة ذهبية لتحقيق هذا الهدف". التدخل البري وأبدى تأييده الواضح لإرسال قوات برية على الأرض، حتى تستطيع إيقاف المد الحوثي، وبالتالي تضع حدا لنفوذ إيران في اليمن، وتجهض مؤامراتها وأحلامها المتمثلة في السيطرة على هذا الجزء العزيز من العالم العربي، وقال "التدخل البري لقوات التحالف مهم جدا ولا مفر منه، وشخصيا طالبت به منذ بدء الأزمة، لعلمي أنه الحل الوحيد الذي يوقف المآسي، وأنا على ثقة من أن اليمنيين بمختلف ميولهم ومناطقهم سيقفون مع هذه الخطوة، وسيرحبون بالقوات ويتعاونون معها، شريطة أن يتم استغلال رجال القبائل اليمنية ضمن هذه القوات، وبهذا الدمج سيتم توجيه ضربة قاصمة للانقلابيين ودفعهم إلى التراجع عن خططهم التآمرية". وطالب من كل المقاومين الشرفاء والشباب الذين يستبسلون في الوقت الحالي داخل عدن وكل مدن البلاد بأن يكثفوا صمودهم، وأن يعملوا من أجل دحر علي صالح والحوثيين. وأكد البيض أن ما يدور في اليمن لن ينتهي إلا بقطع رأس الأفعى، ثنائي صالح والحوثي، كما قال. وأضاف "نطالب بدعم قوى الشباب في الحراك الجنوبي، فهي الأمل في تحقيق الأهداف العليا، وهي التي تأتي بنتيجة، وقوى الحراك والمقاومات في اليمن بأشكالها المختلفة لو حصلت على الإمكانات ستلعب دورا غير عادي، لا سيما أن لديهم قضية، فهؤلاء الشباب يحتاجون إلى قيادة على الأرض، حتى يتمكنوا من الانتصار على الرئيس المخلوع وأذياله. فساد المخلوع وعن مصادر دخل الرئيس المخلوع صالح وكيفية تكوين ثروته الطائلة التي قالت الأممالمتحدة إنها تتجاوز 60 مليار دولار، قال "كثيرا ما تناولت معلومات موثوقة أن صالح يعمل في تجارة مشبوهة، مثل غسيل الأموال وتهريب المخدرات والأسلحة وغيرها، وشخصيا لا أستبعد صحة هذه الأنباء، فصالح لا يتورع عن عمل أي شيء، وبكل الوسائل والأساليب. كما استولى على قدر كبير من ثروات البلاد، واليمن بلد فيه ثروات كبيرة جدا، ينبغي أن يسأل صالح عن كيفية اختفائها، وأين ذهبت خلال السنوات الطويلة من حكمه؟".