في ترجمة لوقوفه الفعلي إلى جانب الشرعية المتمثلة في الرئيس عبدربه منصور هادي، وانحيازه إلى جانب المقاومة الشعبية، دخل مقاتلو اللواء 35 الذي أعلن أخيرا انسلاخه عن قوى التمرد في مواجهات عنيفة مع قوات المتمردين الحوثيين المدعومة بفلول الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح في تعز، وأشارت مصادر مطلعة إلى أن الاشتباكات وقعت عقب إطلاق الانقلابيين قذائف عدة على المعسكر، ما أسفر عن مقتل جندي وإصابة ستة آخرين، وسرعان ما رد جنود اللواء على مواقع التمرد بحزمة من القذائف الصاروخية والمدفعية الثقيلة، مما أسفر عن مصرع وإصابة عشرات الانقلابيين. واستغل رجال المقاومة الشعبية حالة الاشتباك بين الجانبين، وقامت من جانبها بقصف المواقع الخاصة بالمتمردين والانقلابيين. كما نشرت مقاتليها في كثير من أحياء وشوارع المدينة، لا سيما شارع جمال عبدالناصر، ما دفع قوات التمرد إلى التراجع والاحتماء بالمواقع التي تسيطر عليها في المدينة، خصوصا مباني البريد والهجرة والجوازات والمرور، واضطروا تحت وطأة القصف العنيف إلى إخلاء كثير من المباني التي كانوا يتحصنون فيها. وأبانت مصادر أمنية أن الاشتباكات العنيفة اندلعت عندما حاول الانقلابيون السيطرة على مناطق استراتيجية عدة في المدينة، مثل معسكر 22 حرس في الحوبان، وموقع للقوات الخاصة بالهشمة، لكن المقاومة الشعبية صدت هجماتهم، واستردت بعض المواقع التي كانوا يسيطرون عليها في السابق. وأضاف أن المقاومة تمكنت من السيطرة على جولة المرور في منطقة الحصب، وأعلنت قيادة الجيش في بيان مقتضب الحرب على الانقلابيين في المدينة، وتوعدتهم بالإبادة. وكان العشرات من الحوثيين استسلموا أمس لرجال المقاومة الشعبية في المدينة، وأعلنوا انضمامهم إلى الثورة ضد الانقلابيين، وأشارت مصادر من داخل المدينة إلى أن الجنود انضموا إلى صفوف الثوار بكل أسلحتهم وعتادهم. وكان 25 حوثيا أعلنوا أول من أمس تخليهم عن التمرد وانضمامهم إلى صفوف المقاومة الشعبية. في غضون ذلك، جددت المقاومة الشعبية تحذيراتها الأخيرة للمتمردين، بوجوب الاستسلام أو مواجهة الموت، وتوعد قائد المقاومة في تعز، الشيخ حمود المخلافي، مسلحي الحوثي والقوات الموالية لصالح بمواجهة عنيفة. أما على صعيد عدن، شهدت المدينة أمس معارك عنيفة في أحياء عدة، إذ تصدت المقاومة الشعبية لمحاولات تقدم المسلحين الحوثيين الذين جددوا قصفهم العشوائي لأحياء المعلا والقلوعة وكريتر، وحاولوا التقدم باتجاه وسط المدينة، إلا أن رجال المقاومة الشعبية تصدوا لهم، ودخلوا معهم في اشتباكات عنيفة أسفرت عن مقتل 19 متمردا وإصابة آخرين بجراح. وإمعاناً في استمرار المعاناة بالمدينة، أقدم قناص حوثي على اغتيال مهندس كهربائي، كان يحاول إصلاح العطب في أحد المحولات الرئيسة في منطقة جحيف بحي المعلا، إذ يركز الانقلابيون على استمرار قطع الكهرباء والمياه، لإحداث حالة من الفوضى وسط سكان المدينة. كما سيطرت المقاومة الشعبية على مواقع استراتيجية مهمة في الجبال المطلة على مثلث العند. أما في مأرب، تجددت الاشتباكات بين المقاومة الشعبية والحوثيين، إذ تمكن رجال المقاومة الشعبية من إعطاب دبابتين ومدفعية ثقيلة، والسيطرة على دبابة أخرى، وذلك عقب مواجهات عنيفة اندلعت وسط المدينة، كما استولت على مدفع هاون وأسرت القائمين عليه. .. وألوية الجيش تواصل الانحياز للشرعية كشف مصدر عسكري يمني أن الجيش يواجه انقسامات حادة في بنيته العسكرية، مشيرا إلى أن غالبية الألوية انقسمت ما بين الانحياز إلى الشرعية، وإعلان تأييدها للرئيس عبدربه منصور هادي والمقاومة الشعبية، وآخرون اختاروا التواطؤ مع قوات التمرد، تنفيذا لتعليمات وصلتهم من الرئيس المخلوع، علي عبدالله صالح. وأكد المصدر أن عدد الألوية التي أعلنت تأييدها للشرعية وصل حتى الآن إلى سبعة ألوية، انخرط مقاتلوها في صفوف المقاومة الشعبية، وأعلنوا الحرب على الانقلابيين. ومضى بالقول إن ما يحدث في صفوف الجيش في الوقت الحالي يمكن عدّه بداية لتطهير صفوفه من أعداء الوطن، الذين قدموا مصالحهم الشخصية وولاءهم لشخص المخلوع، على القيام بواجباتهم الوطنية التي يتقاضون رواتبهم نظيرها، وأنه لا يوجد حل لهذه المشكلة إلا بإعادة بناء الجيش على أسس جديدة، بعيدا عن الولاءات المناطقية والمذهبية.