منيت قوات التمرد الحوثي وموالوها من جناح الرئيس السابق علي عبدالله صالح بفقدان كثير من مقاتليها جراء الغارات الجوية التي تشنها قوات التحالف بقيادة المملكة. ولحل هذه المعضلة لجأت قوات الحوثي إلى فتح باب التجنيد والتطوع وإعادة المتقاعدين والمسرحين وكل من كان في الخدمة العسكرية من قبل وتم إنهاء خدمته. إلى ذلك، أكدت مصادر ل"الوطن" انسحاب الآلاف من مقاتلي الحوثي ورفضهم المشاركة بالقتال في عدد من الجبهات التي تخوضها الجماعة للانقلاب على الشرعية. وأكدت المصادر، نقلا عن جنود منسحبين، رفض العشرات منهم خوض معارك مع الحوثي في محافظة عدن، ومغادرتهم قاعدة العند الجوية التي كان الانقلابيون يحشدون قواتهم فيها استعدادا للهجوم. مشيرين إلى أن أسباب رفضهم تعود إلى إدراكهم أن جماعة الحوثي وصالح استغلاهم في معارك تدمر الوطن وحروب انتقامية وعدائية أكثر مما هي وطنية، إضافة إلى أن غارات التحالف العربي التي تستهدفهم أوقعت مئات القتلى وسط المتمردين. كما أضاف آخرون أن من ضمن أسباب تخليهم وتمنعهم عن دعم الانقلابيين هو فقدانهم كثيرا من المصالح التي كانوا يأملون في الحصول عليها من وراء تأييد الانقلابيين، مثل الأموال والمناصب وغيرها، بعد أن بدا واضحا انهيار مستقبلهم السياسي واستحالة توليهم زمام الأمور في البلاد، بسبب الرفض المحلي والإقليمي والدولي لتصرفاتهم. وتضعف قوى الانقلاب البشرية يوما بعد آخر، جراء سقوط عدد من القتلى في صفوفها بسبب المقاومة الشعبية العنيفة التي يواجهون بها في مدن يمنية مختلفة، منها عدن، ولحج، والضالع، وأبين، وشبوة، والبيضاء. ولتلافي هذه التطورات التي تعجل بنهاية قوى التمرد سعت اللجنة الانقلابية التي تسمي ب"اللجنة الثورية"، وتتحكم في إدارة غالبية مؤسسات الدولة، إلى إلزام المتقاعدين والمسرحين وحتى المعوقين الذين تجاوزوا السن القانونية إلى العودة للخدمة العسكرية، لاستغلالهم في الحرب ضد الشرعية. ونص إعلان هذه اللجنة على دعوة جميع المسرحين من منسوبي القوات المسلحة والأمن إلى الخدمة، ودعوة جميع المحالين إلى التقاعد كذلك. وفتحت مقرات معسكرات وألوية للجيش سيطر عليها الحوثيون عقب دخولهم العاصمة صنعاء في سبتمبر من العام الماضي أبوابها، لتجري فيها الترتيبات لهؤلاء المسنين والعاجزين والزج بهم إلى جبهات القتال. ومن تلك المعسكرات التي تستقبل العائدين مقر المنطقة العسكرية السادسة والشرطة العسكرية والقوات الجوية، ومعسكرات موالية لصالح كمعسكر الحفا ومعسكر غمدان في العاصمة صنعاء. إلا أن هذا القرار لم يف بالغرض مع تزايد خسائر الانقلابيين البشرية على وقع الضربات الجوية والبرية والبحرية، ليتخذوا أسلوبا آخر لتغطية عجزهم في المقاتلين، إذ شاهدت "الوطن" لوحات إعلانية على مكاتب الحوثيين في الأحياء المختلفة بالعاصمة ومدن يمنية أخرى. وتحوي تلك اللوحات الإعلانية دعوة الانقلابيين كل من يرغب في التطوع والقتال معهم بتسجيل اسمه لدى لجان خاصة في مكاتبهم لدفعهم إلى جبهات القتال.