أخلت معظم كتائب الجيش على طول ساحل اليمن الشرقي على بحر العرب مواقعها وسلمت أمن القواعد وحقول مسيلة وهي أكبر حقول نفطية يمنية إلى قبائل مسلحة تدعم الشرعية وحذت حذوها قبائل قوية أخرى في المنطقة العسكرية الأولى وأعلنت دعمها لهادي وعملية عاصفة الحزم. وقال مسؤولون محليون في شمال اليمن: إن قائد منطقة عسكرية كبيرة تغطي نصف حدود البلاد مع المملكة العربية السعودية تعهد - أمس الأحد - بدعم الشرعية الدستورية بقيادة الرئيس عبد ربه منصور هادي. وقالت رويترز التي نقلت عنهم هذا الإعلان: إنه يضع 15 ألف جندي في المنطقة الحدودية والجبلية في مواجهة الانقلاب الحوثي وقوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، كما يدعم حملة عاصفة الحزم لانقاذ اليمن من النفوذ الفارسي. وأذيع الإعلان في الراديو الرسمي بمدينة سيئون ثاني أكبر مدينة في حضرموت حيث تتمركز القاعدة العسكرية الرئيسة في المنطقة. وقال أحد هؤلاء المسؤولين: "أعلن العميد الركن عبدالرحمن الحليلي قائد المنطقة العسكرية الأولى دعمه للشرعية الدستورية التي يمثلها الرئيس هادي". وحسب رويترز، يرفع انشقاق القوات الشمالية الشرقية عدد الكتائب التي تدعم الشرعية الدستورية إلى حوالي عشر كتائب، ويشير الى احساس متزايد في الجيش بأن قوة الدفع تميل لصالح الرئيس عبدربه منصور. وبداية من الأسبوع الماضي أخلت معظم كتائب الجيش على طول ساحل اليمن الشرقي على بحر العرب مواقعها وسلمت أمن القواعد وحقول مسيلة وهي أكبر حقول نفطية يمنية إلى قبائل مسلحة تدعم الشرعية. ويوم الاثنين حذت حذوها قبائل قوية أخرى في المنطقة العسكرية الأولى وأعلنت بعد تجمع حاشد دعمها لهادي والعملية العسكرية بقيادة المملكة في خطوة شجعت قائد المنطقة على اتخاذ قراره. وقال المحلل السياسي راضي صبيح في سيئون: إن إعلان القائد جاء بعد قرار القبائل، مضيفا أنه يستحيل أن يعارض رغبة القبائل، ويستمر في العيش جنبا إلى جنب معها. ويرتبط المواطنون من حضرموت أكبر محافظات اليمن التي تمتد من الساحل الجنوبي حتى حدود المملكة شمالا بعلاقات وثيقة مع المملكة من خلال روابط أسرية وتاريخية، ويحاذي باقي الحدود السعودية المعقل الشمالي للمسلحين الحوثيين. ومنذ أيام، شرعت القيادة المشتركة لعملية عاصفة الحزم بإلقاء منشورات توعية فوق اليمن دعت فيها الشعب اليمني إلى التعاون لصد المد الفارسي عن بلادهم. وحددت المنشورات التي ألقيت فوق كافة المناطق أهداف عملية عاصفة الحزم وأهمها الحفاظ على وحدة اليمن واستقراره، وتحقيق النصر والعمل على جلب الاستقرار بعد انقلاب الميليشيات الحوثية وميليشيات المخلوع صالح. وطالب أحد المنشورات المواطن اليمني بأن يكون عوناً لقوات التحالف العربية التي تعمل من أجل استقرار اليمن، مذكراً بأن دخول قوات التحالف جاء نتيجة لانقلاب الميليشيات الحوثية على السلطة الشرعية ومخرجات الحوار الوطني لإعادة الأمور إلى نصابها. ونبهت المنشورات المواطن اليمني الى ألا ينخدع بشعارات ميليشيات الحوثي داعياً إياه إلى مساندة السلطة والحكومة الشرعية. مذكراً بأن استقرار اليمن جزء لا يتجزأ من استقرار الدول العربية. وأكدت القيادة المشتركة، لشعب اليمن أن النصر قريب والمستقبل واعد، داعياً إياهم بالحفاظ على وحدتهم. وكان مصدر مسؤول في مكتب المفتش العام للقوات المسلحة والأمن باليمن، صرح الأسبوع الماضي بأن "كثيرا ممن يقاتلون إلى جانب جماعة الحوثيين ليسوا من القوات المسلحة أصلا، وأن الجماعة عملت على إحلال أكثر من 40 ألف مسلح، على أقل تقدير، بدلا من الجنود الذين انقطعوا عن معسكراتهم أو رفضوا الانخراط في المعارك الداخلية التي تخوضها الجماعة في تعز وعدن ومأرب باسم الجيش". مشيرا إلى أن من جملتهم مثلا "دفعة المجندين الذين نزلوا إلى معسكر الأمن الخاص في تعز وتسبب نزولهم في تفجر الاحتجاجات الشعبية في مدينة تعز قبل نحو شهر". وقال في تصريح نشر الأسبوع الماضي: "أجزم بأن كثيرا من الجنود الذين ذهبوا مكرهين للقتال في مناطق متفرقة من اليمن يعلمون أنهم لا يحاربون من أجل الوطن، وإنما من أجل ميليشيا مسلحة لكنهم مكرهون. وحول المعسكرات والألوية التي أعلنت ولاءها للقيادة الشرعية قال الضابط العسكري: هناك أعداد التحقت بالفعل، لكن تباعد مناطق الألوية وصعوبة الوصول إليها وحالة الحصار والاستنفار التي يفرضها الحوثيون تحول دون ذلك. وأشار الى أن أحد الألوية العسكرية التي أعلنت ولاءها للشرعية لواء في غاية الأهمية والقوة، من حيث الكفاءة والمستوى القتالي العالي؛ وهو اللواء الثاني مشاه جبلي". مؤكدا أن تأييده للشرعية "مكسب كبير" مفسرا ذلك بأن "ألوية المشاة الجبلي وعددها ثلاثة، بمثابة قوات النخبة داخل قوات الحرس الجمهوري التي كان يقودها نجل الرئيس المخلوع أحمد علي عبدالله صالح، وهو ذات اللواء الذي كان دوره حاسما في القضاء على تنظيم أنصار الشريعة التابع للقاعدة في عام 2012م".