أين يختبئ زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي؟ سؤال كبير يبرز باعتباره أحد أهم الأسئلة الملحة التي تطرح نفسها على المشهد الراهن في اليمن، خاصة في ظل الضربات المتلاحقة التي توجه إلى مقر زعيم الجماعة في صعدة، والمواقع العسكرية التي سيطرت عليها ميليشياته، بمؤازرة القوات الموالية للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، بعد الانقلاب على الشرعية الدستورية التي أكدت عليها جميع الأطراف اليمنية بموجب بنود المبادرة الخليجية، وآليتها التنفيذية. "الوطن" ذهبت لاستقصاء غياب زعيم الجماعة الحوثية عن المشهد، رغم الأكاذيب التي يبثها جهاز إعلامه، ممثلا في قناة "المسيرة" أو التلفزة اليمنية الرسمية التي تسيطر عليها الجماعة عقب احتلال العاصمة في 21 سبتمبر الماضي قناة "اليمن"، أو الأذرع الإعلامية التابعة لصالح ممثلة في قناة "اليمن اليوم"، وهي أكاذيب باتت لا تثير سوى سخرية المتابع اليمني قبل العربي. ويؤكد الخبير السياسي والاستراتيجي مدير مركز أبعاد للدراسات والبحوث عبدالسلام محمد وجود عدة سيناريوهات تبرر غياب الحوثي عن المشهد الإعلامي، أولها أن طهران طلبت من عبدالملك عبر مستشاريها الموجودين داخل اليمن عدم الظهور على المشهد، لغياب أي ما يستدعي ظهوره، والهزائم المتكررة التي تتلقاها الجماعة على الأرض، رغم ما تزعمه وسائل الإعلام الموالية والداعمة له سواء المحلية أو التابعة للمدار الإيراني عن انتصارات وهمية في عدن. لا سيما أن الحوثيين يريدون تحسين وضعهم في التفاوض المحتمل بدؤه قريبا لإيجاد حلول سلمية للأزمة. وأشار عبدالسلام إلى وجود أحاديث تدور داخل اليمن في الوقت الحالي عن إصابة أو مقتل عبدالملك الحوثي في الغارات الجوية على المعقل الاستراتيجي في صعدة، ويذهب إلى أنه لا يرجح هذه الفرضية، من خلال دراساته العدة حول سلوك الجماعة. وكان مركز "أبعاد" نشر - قبل فترة قصيرة من خروج مديره من صنعاء ووصوله إلى أرض المملكة، بعد تهديدات تلقاها من الحوثيين، بسبب تأييده عملية عاصفة الحزم – تقريرا استراتيجيا عن عمليات عاصفة الحزم والحركة الحوثية، وجاء في التقرير "بعد الضربات الجوية على التحصينات والمستودعات التابعة للجماعة والمخلوع علي عبدالله صالح التي تحوي الأسلحة التي استولوا عليها من مخازن الجيش ربما يحاولون معالجة الانهيار الشامل في معنويات مقاتليهم، عبر تحقيق ضربة عسكرية - حتى وإن كانت غير مؤثرة - على أهداف للتحالف، لإنقاذ وضعهم المتآكل على الأرض، وخسارة بنيتهم التحتية العسكرية والاقتصادية في المحافظات التي سيطروا عليها منذ احتلال العاصمة". وذكر أن الدعاية الحوثية فشلت في إقناع الشارع اليمني بأن ضربات عاصفة الحزم هي اعتداء دولي وإقليمي على سيادة اليمن، بعد أن فقدوا حاضنتهم الشعبية بصورة تامة.