كثف تحالف «عاصفة الحزم» الذي تقوده السعودية عملياته في اليمن جواً وبحراً وبراً أمس، في سابع أيام حملته ضد ميليشيات الحوثيين وأنصار الرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح. وأكدت وزارة الدفاع السعودية أمس أن العمليات العسكرية التي نفذت خلال الساعات ال24 الماضية حققت «نتائج إيجابية». وأشارت إلى استكمال الانتشار العملياتي للسفن الحربية والطيران البحري لمراقبة الموانئ اليمنية وكل الجزر قبالة اليمن، فضلاً عن رصد حركة جميع الزوارق في المياه اليمنية.(للمزيد) وأوضح المستشار العسكري بمكتب وزير الدفاع السعودي المتحدث باسم قوات التحالف العميد ركن أحمد حسن عسيري، في إيجازه الصحافي اليومي في الرياض أمس، أنه تواصل (الأربعاء) استهداف المقدرات العسكرية للميليشيات الحوثية والقوات الموالية لصالح، وشمل ذلك استهداف مستودعات الذخيرة والتجهيزات العسكرية، ومراكز قيادة حوثية. وقال إن استمرار استهداف المستودعات الحوثية لليوم السابع على التوالي ينم عن حجم التخزين والدعم الذي تلقته الميليشيات الحوثية بعد انقلابها على الشرعية. وشدد على أن قوات التحالف لم تستهدف أي مجمعات سكانية. واتهم الحوثيين بضرب مصنع للألبان في عدن (جنوب اليمن)، ومعسكر المزرق في حرض. واعتبر عسيري أن الميليشيات الحوثية تستهدف المدنيين لأنها غدت يائسة من تحقيق نتائج عسكرية على الأرض، ولأنها أضحت معزولة داخل المدن، بعد نجاح قوات «عاصفة الحزم» في تعطيل قدراتها على التنقل والحصول على إمدادات. وأكد استمرار استهداف الصواريخ البالستية، والدفاعات الجوية، ومستودعات الذخيرة، وتحركات العناصر والقوات. وأشار بوجه خاص إلى تكثيف العمليات على الطرق المؤدية إلى عدن، وقال إنه حقق «نتائج طيبة». وذكر أن العمليات تركزت على الأولوية العسكرية في الضالع وشبوة، باتجاه عدن. وناشد الضباط والجنود اليمنيين مغادرة تلك الألوية، وعدم التعاون مع الميليشيات الحوثية، والعودة إلى الشرعية. وأضاف المتحدث العسكري باسم قوات تحالف «عاصفة الحزم» أن قوات التحالف أضحت على تواصل مباشر مع الجيش اليمني والمقاومة الشعبية في أجراء اليمن، ويتم تحديث معلومات التحالف عن الأهداف اليمنية على مدار الساعة لضمان تجنب استهداف مدنيين. وأكد وقوع اشتباكات في عدن بين الميليشيات الحوثية واللجان الشعبية الموالية للشرعية. وكشف أن الحوثيين قصفوا مصنع الألبان في عدن بقذائف الهاون وصواريخ كاتيوشا. وفي شأن الحدود الجنوبية للسعودية، أوضح العميد ركن عسيري أن مدفعية الميدان السعودية لا تزال تنفذ مهماتها لمنع أي عناصر معادية من الاقتراب من الحدود السعودية. ووصف محاولات الحوثيين هناك بأنها عمليات فردية يائسة تتمثل في إطلاق النار باتجاه الحدود. وذكر أن المقاومة الشعبية اليمنية طردت فلول العناصر الحوثية من اللواء ال33 ومن داخل وأطراف الضالع، التي قال إنها الآن تحت سيطرة الجيش اليمني، مؤكداً أن العمل جارٍ في شبوة، وأن الوضع على الأرض غدا في مصلحة الجيش اليمني واللجان الشعبية. ورداً على سؤال عن مدى تقويم التحالف لقدرات الحوثيين حالياً، قال عسيري إن الحوثيين توعدوا منذ اليوم الأول ل«عاصفة الحزم» بالرد إذا استمرت غارات التحالف، ولكنهم لم يفعلوا بعد استهداف التحالف صواريخ سكود الباليسيتية، «ونعتقد بأننا أضعفنا قدراتهم، ولا يستطيعون إطلاق صواريخ، ولو حاولوا فإن دفاعاتنا قادرة على اعتراضها وتدمير منصات إطلاقها». وزاد: «إنهم يفقدون السيطرة ولا يستطيعون الرد». وأشار إلى أن الميليشيات الحوثية هدفت بعد تنفيذ انقلابها على الحكومة الشرعية إلى تغيير هوية الجيش اليمني، وتفكيك قياداته، مؤكداً أنها لم تعد تحصل على أي دعم، خصوصاً من خارج عدن. واتهم الحوثيين والرئيس المخلوع بتنفيذ أجندة خارجية. وقال المتحدث باسم قوات التحالف إن النجاح يأتي بالصبر، وضمان سلامة المواطنين، ودقة المعلومات، وعدم استعجال ضرب الأهداف. وأشار إلى أن العمل الإنساني مهم، ولكن لا بد من تهيئة الأمن الملائم لذلك، وبعد ذلك يمكن التفكير بإعادة الإعمار. وجدد التهديد باستهداف القنوات الفضائية الناطقة باسم الحوثيين وعلي عبدالله صالح. وقال: «العمل العسكري شامل لجميع المعطيات، وكل ما يسهم في الميليشيات سيُستهدف. والأكاذيب لا تدوم». وأشارت قناة «الإخبارية» السعودية أمس إلى أن غارات اليوم السابع من «عاصفة الحزم» شملت المعسكر ال131 مشاة في صعدة، واللواء المدرع ال25، ومواقع الرئيس المخلوع جنوبصنعاء، والدفاع الجوي الساحلي في الحديدة، ومقر اللواء ال55 في إب. إلى ذلك، أعلنت وزارة الشؤون الخارجية الإريترية أنها تواجه حملات استخباراتية وتقارير «مفبركة» تزعم بوجود دعم من إيران إلى جماعة أنصار الله «الحوثي» في اليمن عن طريق أسمرا. وقالت إن تلك الأخبار والتصريحات لا أساس لها من الصحة، تقف خلفها أجهزة استخباراتية تهدف إلى تشويه سمعة إريتريا. وأوضحت في بيان - تلقته «الحياة» أمس - أن الجهات الرسمية في أسمرا ظلت تتابع تكرار تصريحات بعض المسؤولين اليمنيين وبعض التقارير التي تحاول الإيحاء بحصول الحوثيين على دعم يأتيهم من إيران عن طريق إريتريا، مشيرة إلى أن تلك التصريحات والأخبار «أسطوانة مشروخة ومملة». وأكدت أنها تؤيد الشرعية الدستورية في اليمن، إضافة إلى أن استتباب الأمن والاستقرار في اليمن يهم الدولة الإريترية، نافية في الوقت ذاته الادعاءات التي تتكرر حول وجود إيراني، أو حوثي أو إسرائيلي أو أي وجود أجنبي في المياه، أو الأراضي السيادية الإريترية.