خلطت نتائج الضربات الجوية العسكرية من قبل "التحالف العشري"، الكثير من الأوراق في المشهد اليمني السياسي والعسكري على حد سواء، وأبرز تلك الصور هو المخطط الإيراني الاستخباراتي الذي كشفت عنه بعض القيادات المستقيلة من حزب المؤتمر الشعبي العام، المتحالف مع الحوثيين، ويرأسه الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، بأن إيران هدفت منذ سيطرة الحوثيين على مركز الحكم على العاصمة صنعاء في 21 سبتمبر الماضي، لتكوين جمهورية إسلامية على غرار النسخة الإيرانية. وقالت مصادر عسكرية ل"الوطن"، إن "ضباط الحرس الثوري كانوا موجودين ما بين صعدة وإريتريا، منذ اندلاع ثورة الشباب اليمنية في 15 يناير2011، حينما بدأ الفراغ الأمني والسياسي هو السمة الظاهرة لتلك الحقبة وما تبعها من مسارات حتى سيطر بالسلاح الحوثي على مفاصل الدولة في أكثر من سبع محافظات من بينها "صعدة وحجة وعمران وصنعاء وأمانة العاصمة وذمار وإب". وفي هذا السياق، ذكرت إحدى الدراسات السياسية الحديثة، أن الارتباط الإيراني مع الحوثيين بدأ منذ تأسيس حسين بدر الدين الحوثي منذ 2004، الذي تحولت فيه الجماعة إلى حركة مسلحة، وبدأت الارتباط مذهبيا مع إيران وتحت إشراف حزب الله.وأكدت دراسة مركز أبعاد للدراسات والأبحاث الصادرة في أواخر مارس الماضي، ما ذهبت إليه مصادر "الوطن"، بأن كل أجنحة الجماعة تعمل الآن لصالح تمكين الحركة الحوثية من السيطرة على الحكم وتحويل الجمهورية اليمنية إلى نظام شبيه بنظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية". وأشارت الدراسة إلى أن دخول صالح مع أول حرب للحوثيين في 2004 استهدف إضعاف الجيش الوطني على حساب جيشه الخاص الموازي "الحرس الجمهوري"، عبر مد الحوثيين أثناء الحرب من خلال معسكرات الحرس على الأسلحة النوعية المتطورة، فيما لفت مراقبون سياسيون إلى أن استراتيجية الحوثي في اليمن لا تنفصم عن الاستراتيجية الإيرانية في المنطقة ، لكن الربيع العربي والثورة الشبابية الشعبية السلمية في اليمن أحرجت المشروع المسلح للحوثيين، كما أبطأت من المشروع الاستراتيجي التوسعي لإيران.وحول سؤال "ما بعد عاصفة الحزم؟ "، قال المراقبون- دون الدخول في التفاصيل- إنها قلبت الطاولة على خيارات إيران في اليمن، وليس الحوثي.