رفض واسع قابل به اليمنيون محاولات الحكومة الإيرانية إيقاف "عاصفة الحزم" التي تشنها طائرات الائتلاف العربي، بقيادة المملكة العربية السعودية، لدعم الشرعية في اليمن، ووقف التمرد الحوثي المدعوم من نظام الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، والمسنود عسكريا وسياسيا من طهران. وأشار المحلل السياسي الإستراتيجي اليمني، زايد جابر، إلى أن دعوة طهران على لسان مساعد وزير خارجيتها، أمير عبداللهيان إلى إيقاف العملية العسكرية، والجلوس إلى طاولة الحوار، ما هي إلا نتيجة للموقف القوي الشجاع الذي اتخذته المملكة العربية السعودية، مسنودة بشركائها العرب، والمواقف التي أظهرتها كل من تركيا وباكستان، بمواقف عسكرية صارمة وحاسمة في حال تعرض أمن المملكة العربية السعودية للخطر. وقال جابر في تصريحات إلى "الوطن"، "الدعوة الإيرانية هي كلمة حق أريد بها باطل، ودعوة ظاهرها الحكمة وباطنها الخبث، وهي تعكس ارتباك الحوثيين ومن يقف وراءهم، بعد أن فاجأتهم طائرات الائتلاف العربي وهي تدك معاقلهم، وتقضي على معظم قدراتهم العسكرية في ساعات محدودة، وتحرمهم من الأسلحة والآليات التي استولوا عليها من مخازن الجيش اليمني، ووجهوها إلى صدور الشعب الأعزل". ومضى جابر بالقول "طهران كانت تظن أن المخطط الذي تعد له في اليمن، بتمكين عملائها الحوثيين من السيطرة على البلاد، سيجد طريقه إلى أرض الواقع، وأن الرد العربي لن يتعدى حدود التنديد والرفض، ولم تكن تتوقع على الإطلاق أن يكون الرد السعودي بهذه القوة والجرأة، لذلك بدأت تتخبط، فتارة تدعو للجلوس إلى طاولة المفاوضات، وتارة تهدد بالتدخل لصالح الحوثيين، إلا أن كل ذلك لم يجد فتيلا، فالقوة التي استخدمتها المملكة كانت صاعقة ومدمرة، كما أن أشقاء المملكة وأصدقاءها من الدول العربية والإسلامية أظهروا موقفا حاسما، كان كفيلا بتحجيم الإيرانيين، ووضعهم في مكانهم وحجمهم المناسبين، فالجيوش التركية والباكستانية أكدت وقوفها على أهبة الاستعداد للانحياز إلى جانب المملكة في حال تعرضها لأي تهديد. حتى الولاياتالمتحدة أكدت أنها ترفض أي مساس بالأمن السعودي، ما وضع الإيرانيين في مأزق كبير". وعن التدخل البري في اليمن، قال جابر إن أبناء القبائل اليمنية على أهبة الاستعداد، وبإمكانهم إنجاز المهمة على الوجه الأكمل، وأضاف "هناك مئات الآلاف من أبناء القبائل الذين بإمكانهم استئصال شأفة التمرد، والقضاء عليه بصورة نهائية، ويمكن لهؤلاء إذا ما حصلوا على السلاح اللازم أن يقوموا بالدور الأكبر في حسم المعركة". وتوقع زايد أن تكون عدن هي أرض المعركة الفاصلة بين الشعب اليمني والتمرد الحوثي، مشيرا إلى أن الإرهابيين يركزون على اجتياح عدن لأسباب كثيرة، وقال "عدن ستكون أرض المعركة الفاصلة، والمتمردون أصروا على اجتياحها وإسقاطها، لأنها باتت رمز الشرعية بعد اجتياح العاصمة صنعاء، لذلك سيكررون محاولاتهم للسيطرة عليها، ولكن الضربات الجوية التي قامت بها طائرات الائتلاف الذي تقوده المملكة أوقف تقدمهم، وقضى على مقدراتهم، وبعثر صفوفهم. لذلك نرى ضرورة الاستمرار في الغارات الجوية، فقد أوفت بالغرض المطلوب، وهي تمضي سريعا في تجريد الحوثيين من كل عناصر القوة".