قال الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي: إن الحوثيين جماعة انقلابية تابعة لإيران. وخلال لقائه امس وفدا من إقليم سبأ يضم شخصيات حزبية وقبلية بمقر إقامته في مدينة عدن، وصف هادي صنعاء بأنها عاصمة محتلة من قبل جماعة الحوثيين. ووصف هادي - في خطاب له بعدن أثناء لقائه مشايخ وأعيانا وقادة في الأحزاب السياسية لإقليم سبأ الذي يضم محافظاتمأرب والجوف والبيضاء (جنوبي اليمن) - سيطرة الحوثيين على صنعاء وعدد من مؤسسات الدولة مؤخرا بأنها حركة انقلابية. وأضاف: إن الحوثيين جماعة انقلابية تابعة لإيران، وانهم بالتعاون مع حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يقوده الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح وإيران أجهضوا المبادرة الخليجية. ونقلت وكالة الأناضول عن هادي قوله: إن "صنعاء عاصمة محتلة من قبل الحوثيين"، وإن "ما قاموا به مؤخرا ضد سلطات الدولة حركة انقلابية سنتصدى لها". وأضاف: "لم أغادر صنعاء من أجل إعلان انفصال جنوب الوطن عن شماله، وإنما من أجل الحفاظ على الوحدة التي تحققت بين شطري البلاد عام 1990". من جهة اخرى، شنت قيادات من حزب المؤتمر الشعبي في محافظة عدن، هجوماً لاذعاً على قيادة الحزب في صنعاء، وقالت في بيان لها عقب لقاء تضامني مع الرئيس عبدربه منصور هادي: ان هناك "تماهيا واضحا للجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام - اعلى هرم تنظيمي للحزب يتزعمه صالح - مع الانقلابيين الحوثيين". معبرين عن رفضهم لما اسموه "الانجرار خلف الأفكار المتطرفة"، في إشارة الى التعاون بين فصيل الرئيس السابق علي عبدالله صالح ومسلحي جماعة الحوثي في اجتياح العاصمة صنعاء في 21 سبتمبر الفائت، وتسهيل تمددها في بعض المحافظات الشمالية وقمع خصوم صالح الذي اخرجوه من السلطة عام 2011. وحيّا الاجتماع الذي رعاه محافظ عدن عبدالعزيز بن حبتور القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني والشباب والمرأة التي عبرت عن موقفها الصريح "الرافض للانقلاب على الشرعية الدستورية من قبل الجماعات المسلحة التابعة لجماعة الحوثي ومن ساندها". وتمسكت قيادات حزب المؤتمر بالرئيس هادي وشرعيته في ادارة البلد، وقال البيان: الرئيس هادي هو رئيس الجمهورية والقائد الأعلى للقوات المسلحة والنائب الأول والأمين العام للمؤتمر الشعبي العام. معلنين رفضهم "البيان الصادر عن اجتماع اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام المنعقد يوم السبت الموافق 28 فبراير 2015"، وقالوا: ان البيان "تضمنته مغالطات وتزييف للحقائق"، داعين قيادات وقواعد المؤتمر في المحافظاتالجنوبية خاصة وكافة المحافظات اليمنية لعقد اجتماعات لرفض البيانات الأخيرة العشوائية الصادرة عن اللجنة العامة؛ كونها خارجة عن لوائح ونظم المؤتمر الشعبي العام. مثمنين الموقف الخليجي في دعم اليمن لمحاولة اخراجه من الازمة الحالية، ومواقف "أصحاب الجلالة والسمو قادة دول الخليج" لمساندة الشرعية الدستورية، وكذا مواقف بقية الدول المناصرة للشرعية الدستورية. وبعث الاجتماع رسالة الى قوى الحراك الجنوبي، عندما حيا البيان موقف قوى الحراك السلمي في المحافظاتالجنوبية التي تؤمن بالعملية السلمية. وقال: ان الوطن يتسع لكل الأطراف بما يضمن الشراكة الوطنية في الجنوب اليمني وعلى مستوى الوطن. وانسلخ فصيل المحافظاتالجنوبية من جسد حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يقوده الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، منذ وقت مبكر، عندما اعلنت اللجنة الدائمة التي يهيمن على قرارها صالح منتصف العام الفائت عزل الرئيس هادي وبعض قيادات الحزب من المناصب التنظمية في المؤتمر، ما سبب شرخا داخل الحزب بين هادي وصالح، استطاع من خلاله هادي أن يضم الى فصيله قيادات في المحافظاتالجنوبية بدأت تشعر بالسخط من القرارات الفردية التي يتخذها صالح باسم تنظيم المؤتمر. ومع اجتياح جماعة الحوثي للعاصمة صنعاء في 21 سبتمبر الفائت، ومد صالح وبعض قيادات الحزب الموالية له جماعة الحوثي بالسلاح والاموال لتقويض حكم الرئيس هادي، بدأ التوتر بين الطرفين يأخذ شكلاً جديدا من معركة تقليم الاظافر بينهما. الطيران الإيراني على صعيد آخر، وصلت الأحد إلى مطار صنعاء الدولي في العاصمة اليمنية أول رحلة مباشرة للطيران الإيراني قادمة من مطار طهران. وزعم مصدر مسؤول في مطار صنعاء الدولي لوكالة الأنباء الألمانية: إن طائرة إيرانية محملة بشحنات من المساعدات الدوائية وصلت إلى مطار صنعاء الدولي قادمة من طهران. ولا يستبعد إعلاميون أن المساعدات العسكرية الايرانية إلى الحوثيين ستتواصل عن طريق الجو. وأشار المصدر إلى أن هذه هي أول طائرة إيرانية تصل مطار صنعاء الدولي، دون ذكر تفاصيل إضافية. وكانت الهيئة العامة للطيران المدني والأرصاد اليمنية وسلطة الطيران المدني الايراني قد وقعت السبت في العاصمة الإيرانية طهران، مذكرة تفاهم في مجال النقل الجوي تمنح بموجبها شركتي الخطوط الجوية اليمنية و"ما هان اير" الايرانية، حق تسيير رحلات مباشرة بين البلدين. وتنص مذكرة التفاهم - بحسب وكالة سبأ الرسمية اليمنية للأنباء التي يسيطر عليها الحوثيون - على تسيير 14 رحلة أسبوعياً في كل اتجاه لكل شركة، على أن تدخل المذكرة حيز التنفيذ من تاريخ التوقيع عليها. وقّع المذكرة من الجانب اليمني القائم بأعمال رئيس الهيئة العامة للطيران المدني والأرصاد محمد عبدالقادر، وعن الجانب الإيراني نائب رئيس سلطة الطيران المدني الإيراني كهرد كرماني. دعم الشرعية وفي جديد عودة السفراء الى اليمن، نقلت وكالة الأناضول عن مصادر دبلوماسية قولها الأحد: إن السفارتين البريطانية والأميركية في اليمن ستعودان للعمل من مدينة عدن خلال الأيام المقبلة بعد إغلاقهما الشهر الماضي بالعاصمة صنعاء لأسباب أمنية. ويأتي هذا القرار بعد خطوات مماثلة لسفارات خليجية قررت خلال الأيام الماضية العمل من عدن ودعم شرعية الرئيس هادي. وكانت السفارة البريطانية بصنعاء قد أغلقت أبوابها في 11 فبراير الماضي، بعد يوم واحد من قرار مماثل للولايات المتحدة نتيجة الأوضاع الأمنية والسياسية في صنعاء. وأغلقت المملكة العربية السعودية والإمارات وقطر والكويت في منتصف فبراير الماضي سفاراتها بصنعاء وأجلت دبلوماسييها، في خطوة اتخذتها عدة دول بشكل متزامن، من بينها مصر وتركيا والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا وهولندا لدواع أمنية بعد سيطرة جماعة الحوثيين على صنعاء في 21 سبتمبر الماضي. وقد عقد هادي السبت اجتماعا مع سفير خادم الحرمين الشريفين في اليمن محمد سعيد آل جابر الذي استأنف عمله الخميس الماضي من عدن. وأكد السفير السعودي في مؤتمر صحفي بعد اللقاء دعم بلاده الرئيس هادي باعتباره يمثل الشرعية الدستورية، مؤكدا "ضرورة استكمال التسوية السياسية في اليمن في إطار المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية". كما أعلنت وزارة الخارجية البحرينية السبت أن سفيرها سيستأنف عمله بمدينة عدن "دعما للشرعية الدستورية"، لتكون بذلك رابع دولة خليجية يستأنف سفيرها عمله من عدن. وفي بيان نشرته وكالة الأنباء الرسمية، قالت الخارجية البحرينية: إن السفير سيستأنف أعماله "دعما وترسيخا للشرعية الدستورية المتمثلة في الرئيس عبدربه منصور هادي، وحكومته المقيمة حاليا في مدينة عدن". وكانت دولتا الإمارات والكويت أعلنتا الجمعة استئناف عمل سفارتيهما في اليمن من مدينة عدن، "دعما وترسيخا للشرعية الدستورية" بعد خطوة مماثلة للسعودية.