ختم المعرض الشخصي للفنان القادم من جازان عبدالوهاب عطيف والمعنون ب"ذاكرة الفل"، مساء أول من أمس، في صالة تراث الصحراء في الخبر، بعدما تضمن 50 عملا فنيا، وثقت الحياة اليومية القديمة لجزء من منطقة جازان. ويعد هذا المعرض، المعرض الشخصي الأول للفنان، وتتويجا لعمل أكثر من 15 عاما من التجربة التشكيلية، ونتاج المشروع الفني الذي اختاره للتوثيق والتعريف ببعض جوانب الموروث الجيزاني العريق. وتنوعت أساليب الأعمال الفنية حيث سعى الفنان إلى أن تكون من الموروث فكراً وخامة، حيث وظف بعض الخامات الشعبية في إنتاج وإخراج الأعمال الفنية. وبرزت تجربة الفنان في جانبين "استخدام السعف في العمل الفني من خلال الرسم المباشر على السعف بالألوان الزيتية، والرسم باستخدام ألوان وصبغات شعبية من البيئة، والتنقيط بالألوان المتنوعة على السعف، أما الجانب الثاني فهو "تحوير بعض عناصر البيئة إلى وحدات زخرفية لتكوين أعمال زخرفية من الموروث الشعبي لمنطقة جازان كتجربة فريدة". الناقد علي ناجع أوضح أنه يظهر عناية الفنان واهتمامه بمحيطه البيئي وولعه الخاص بأدبيات وتقنيات رسوم الحقول والفضاءات المفتوحة، ويركز في رسومه وتناوله على العمل اليومي وممارسات الحياة اليومية في واقع ومحيط غني وخلاق، ويطرح مجموعته الحقلية التي تبدأ من فجر اليوم في ريف جازان وموضوعات الفلاحة والصريب والعودة مع مغرب اليوم بعد أن يكون قد وقف بنا عند تلك الألوان والمشاهد الحيوية لحياة ابن الريف بحميمية تكاد تصل حد الالتصاق. وعن تجربته الأخيرة، يقول ناجع "ثمة أمر أكثر بروزا في المرحلة الأخيرة التي يشتغل عليها الفنان، وهو أنه لم يعد شغوفا فقط بمشهد الحقل والسقاء على البئر بل أراد أن ينقل لنا عوضا عن تلك الطرائق التقليدية التي عادة ما تصاحب العروض التشكيلية التي تجعل من الموسيقى مرادفا وموازيا للنصوص التشكيلية، لكن عبدالوهاب سعى ومازال يبث لنا ويعبق أجواء المعروض وفي موازاة تفاعل نصوصه مع المتلقي تلك الرائحة البكر والعطرية لهذا الريف وأعشابه وزهوره العطرية".