عبدالرحمن عبدالمحسن الملحم أتى أكبر زعيم في العالم رئيس الولاياتالمتحدة الأميركية "أوباما" في أول زيارة له بعد تولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز مقاليد الحكم في المملكة بثلاثة أيام. في إشارة واضحة للعالم إلى أهمية المملكة العربية السعودية وثقلها السياسي والاقتصادي وأهمية الدور الكبير الذي ستلعبه المملكة بقيادة الملك سلمان بن عبدالعزيز. الملك سلمان الرجل الأقوى في العالمين العربي والإسلامي لذلك رأى رئيس أكبر دولة في العالم أنه من الأجدى أن تكون العلاقات بين المملكة والولاياتالمتحدة في عهد الملك سلمان أكبر مما كانت عليه، لأن الملك سلمان يدرك تماما صعوبة الأمور وحساسية المواقف وأهمية الملفات الساخنة التي سيواجهها حفظه الله، وهو الرجل القوي القادر على تحمل المسؤوليات الجسام وحل هذه القضايا بحزم وشدة، وعلى الرغم من وجود هموم داخلية هناك، إلا أن التحديات الخارجية لا تقل أهمية عن الهموم الداخلية، فالمملكة هي الثقل السياسي لكل المسلمين والعرب، لكونها قبلة المسلمين وأكبر دولة اقتصاديا. أما الملفات الساخنة التي تنتظر الرؤيا الثاقبة فأولها الملف الإيراني وأطماع إيران في الخليج، وهو أهم ملف لخطورة الموقف حاليا، فإيران أصبحت الهاجس الأمني لوجودها في الشمال نحو العراق ووجود الحوثيين في اليمن ولوجودها في سورية مع حزب الله، لذا فإن هاجس الملفات ارتبط بالتمدد الهائل للجماعات المتطرفة والإرهابية التي توسعت عملياتها في كل من سورية والعراق واليمن ولبنان، وأصبحت الآن تهدد أمن ليبيا، إضافة إلى وجودها في شمال سيناء في مصر، هذه الملفات أصبحت تشكل خطرا على منظومة الأمن العربي تحت ستار "الدين" ممن اتخذوا الدين ستارا لمطامعهم السياسية. والشعب السعودي بايع الملك سلمان بن عبدالعزيز ملكا للبلاد واضعا ثقته الكاملة وقيادة هذه البلاد تحت لوائه حفظه الله. الملك سلمان الذي طالما عايش دقائق الأمور وخطورة المواقف وعمل على حل مشاكل البيت الخليجي قادر على حل كل القضايا العالقة سواء كانت داخلية أو خارجية. المملكة بثقلها السياسي تعمل على تحقيق الأمن حتى خارج نطاق الوطن، فهي معنية بتحقيق الأمن في سورية وعودتها إلى استقرارها، ولكن من دون رئيسها ونظامها الفاسد الموالي لإيران وحزب الله الذي قتل شعبه وشرده في أنحاء العالم. وعندما ننظر إلى نوعية الزيارة التي قام بها الرئيس أوباما مع ثلاثين شخصية أميركية أسهمت في حكم أميركا مثل "جيمس بيكر، وكوندليزا رايس" وهما وزيرا خارجية سابقان تربطهما بالملك سلمان والمملكة العربية السعودية علاقات إقليمية، إضافة إلى الوزير الحالي جون كيري والسيناتور الجمهوري جون ماكين، نجد أن حضور هذه الشخصيات السياسية عكس الأهمية التي تضعها واشنطن لإرساء علاقات متينة وقوية مع المملكة، إذ تعد هذه الزيارة الأولى الذي يصطحب فيها أوباما معه وفدا لشخصيات من الوزن الثقيل ومن الحزبين الجمهوري والديموقراطي، ومعظم هذه الشخصيات مرتبط بروابط قوية ووثيقة مع المملكة العربية السعودية، كما أن هذه الزيارة وهذا الوفد الذي تم تشكيله خلال يومين فقط يسلط الضوء على أهمية العلاقات الثنائية بين البلدين. هذه الزيارة التي جاءت بسرعة البرق عكست كل التوقعات التي كانت سائدة لدى الكثير عن الفتور في العلاقات بين واشنطن والرياض. ولأهمية المملكة ووزنها العالمي جاءت هذه الزيارة لتضع الأصابع في الأفواه ولتسكت المشككين في قوة وصلابة مكانة المملكة العربية السعودية بين دول العالم.