أكد محللان سعوديان أن زيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما الحالية للمملكة تعكس أهمية المملكة وثقلها الإقليمي والدولي ودورها الفعال في المنطقة والعالم، موضحين أن الزيارة ستعمل على إيجاد حلول لقضايا الأمة وتحديدا الأزمة اليمنية والقضية الفلسطينية والسورية وملف مكافحة الإرهاب. وأكد الخبير الاستراتيجي الدكتور علي التواتي، على أن الزيارة تأتي في أهميتها بأنه استهلال عهد جديد في المملكة وبحث ملفات استراتيجية ثابتة لا تقبل المساس بالثوابت السعودية، مثل الملف الأمني الإقليمي والسياسي للخليج وضرورة إحلال الأمن والسلام في المنطقة. وأضاف بأن العلاقات الثنائية بين المملكة والولاياتالمتحدة عميقة جدا منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز والرئيس الأمريكي روزفلت. منوها بأن التعاون بين البلدين في الملفات المفتوحة يحتاج إلى إعادة نظر وترتيب في الأولويات. وأشار إلى أن الملف اليمني سيأخذ حيزا من المباحثات بين القيادتين، وضرورة العمل على إنشاء دولة يمنية موحدة تستطيع القيام بواجباتها الأمنية وعدم السماح بتفتتها وتركها لتنهبها إيران عن طريق ميليشيات الحوثيين. وأوضح بأن الملف السوري والملف الفلسطيني يأتيان ضمن الملفات المهمة إضافة إلى الملف الهام وهو مكافحة الإرهاب. وبين التواتي أن ما دعا الرئيس أوباما على قطع زيارته للهند والتوجه للرياض هو الثقل الذي تمثله المملكة إقليميا ودوليا، إضافة إلى الاستماع إلى توجهات المرحلة القادمة للسياسة السعودية في المنطقة والعالم. وفي نفس السياق، أكد المحلل الاستراتيجي فضل بن سعد البوعينين، على أن زيارة الرئيس باراك أوباما، للسعودية تعكس مكانتها وأهميتها الاستراتيجية إضافة إلى أهمية الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز والثقل الذي كان يمثله في المجتمع الدولي. وأضاف: يمكن قراءة مضمون تحول سبب الزيارة في جوانبها للتعزية واللقاءات الرسمية مع القيادة السعودية لبحث مستقبل العلاقات الاستراتيجية والوضع في المنطقة. ويرى البوعينين بأن الانتقال السلس والسريع للسلطة وترتيب بيت الحكم كان رسالة هامة للعالم، موضحا أن القمة السعودية والأمريكية ستناقش ملفات مهمة في مقدمها الأزمة اليمنية؛ والحرب على الإرهاب؛ ومواجهة تنظيم «داعش» إضافة إلى تأكيد الولاياتالمتحدة على علاقاتها الاستراتيجية مع السعودية، ويمثل اللقاء فرصة جيدة لطرح الرؤى وتبادل الآراء. وألمح إلى أن ما يتمناه الجميع أن تتعامل الإدارة الأمريكية بشفافية فيما يحدث في اليمن وإبعاد اليمن عن أتون الحرب الطائفية، فالأزمة اليمنية تشكل خطرا كبيرا على الشعب اليمني ولا بد من إيجاد حلول ناجعة لها. ومن جانبها، ترى هيا السهلي الباحثة في مركز الدراسات الإعلام والدراسات العربية- الروسية، أنه لابد النظر حيال زيارة الرئيس أوباما للمملكة بمنظار أنها أول زيارة رسمية في عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز. وأضافت أن قطع أوباما زيارته للهند لتقديم التعازي في وفاة الملك عبدالله يعكس أهمية المملكة ومكانتها وحرصها على دعم العلاقات السعودية الأمريكية وسبل تطويرها وطرح ملفات المنطقة للنقاش. وأضافت أن الوفد الأمريكي يضم شخصيات رفيعة المستوى منذ عهد الرئيس السابق بيل كيلنتون والرئيس بوش الابن، وهذا يعطي دلالة على أن العلاقة السعودية الأمريكية علاقة استراتيجية متمايزة ومتوازنة.