أشرف أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل على تصاميم مشروع مدينة الملك عبدالله الرياضية بجدة منذ بداية التأسيس، إذ كان يحرص على الاطلاع على البدايات ومتابعة المستجدات للتأكد من بناء هذا الصرح الرياضي الكبير الذي أمر بإنشائه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، يرحمه الله. وكان الأمير خالد الفيصل يشهد عروضا مرئية ومجسمات حية لما سيكون عليه المشروع حتى الانتهاء منه العام الماضي، حرصا منه على أن يجد شباب الوطن مشروعا يسهم في تطور الرياضة في المملكة ويحتضن لهم البطولات المحلية والخليجية والعربية والقارية، ويبحث سموه عن تفاصيل البناء والشكل الخارجي والسعة والمحتويات من ملاعب ومدرجات ومرافق خاصة وعامة. ووجه سموه شركة أرامكو المكلفة إدارة المشروع أن تأخذ في الاعتبار مراعاة ربط مداخل الملعب ومخارجه بطرق المدينة في انسيابية تامة، ودرس العلاقة بين المشروع والمشاريع الكبيرة المجاورة له، إضافة إلى الكثافة المرورية وحركة السير في الموقع بمحافظة جدة إلى جانب تنسيق الجهود مع الجهات المعنية المختلفة، إلى جانب ضرورة التركيز في التصميم على وضع بصمة تظهر الطابع الإسلامي، كون مدينة جدة تعد بوابة العاصمة المقدسة. رياضيون ومشجعون وكانت "الوطن" أول من زفت بشرى تقديم موعد تسليم ملعب مدينة الملك عبدالله الرياضية بجدة من نهاية 2014 لسكان عروس البحر الذين طالما انتظروا تحقيق حلم أن يكون في مدينتهم الساحلية الجميلة (جدة) ملعب يرضي جنونهم كرياضيين ومشجعين. ووجد هذا الخبر أصداء قوية في الوسط الرياضي لما فيه من تلبية لطموحاتهم باستضافة أحداث كروية مهمة على مستوى القارة الآسيوية والعالم أجمع. وبناء على توجيهات رسمية بتوفير كل الإمكانات اللازمة للشركة القائمة على المشروع، جرى التشييد على قدم وساق وعلى مدار الساعة، كي تتمكن من الإيفاء بتسليم الإستاد في الموعد الجديد. فبعد درة الملاعب، إستاد الملك فهد الدولي بالرياض، تاقت الجماهير لافتتاح التحفة المعمارية الرائعة، إستاد الملك عبدالله بجدة الذي قام بتدشينه يرحمه الله، مطلع مايو 2014 وسط احتفال كبير مع أبنائه الرياضيين وإقامة المباراة النهائية على شرفه يرحمه الله، بين فريقي الأهلي والشباب على كأس خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز. الملعب يقع في منطقة متطورة عمرانيا تبعد عن مطار الملك عبدالعزيز الدولي بثلاثة كلم، ويتسع لنحو 60 ألف متفرج، وتبلغ مساحته 3 ملايين متر مربع، وسوره الخارجي 7400 كلم، والطريق الدائري 3.5 كلم، ويحوي 18 مقصورة ومرافق ملكية لاستضافة نحو 200 ضيف، وغرف خاصة VIP مطلة على الملعب بشكل مباشر، ومطعم، وشاشتي عرض إلكترونيتين للنتائج 6*8 أمتار، وله ستة ممرات خارجية، ومضمار للتسخين. ويوجد هناك صالة للرياضات المتعددة بسعة 10 آلاف متفرج تشمل على ستة ملاعب للتنس الأرضي وكرة الريشة والسلة والطائرة واليد، وملاعب للألعاب السداسية، ومضمار لألعاب القوى بسعة ألف متفرج، ومسابح تتواءم مع المواصفات الدولية الأولمبية، وقاعات للمحاضرات والمؤتمرات، ومسجد لأداء الصلوات، وصالة استقبال، وغرف مجهزة للكشف عن المنشطات، وعيادات طبية، و16 نقطة بيع مأكولات ومشروبات، و23 ألف موقف مفتوح للسيارات بالقرب من الملعب على مساحة 15 ألف متر مربع. ويحوي 42 عبارة خرسانية لتصريف مياه الأمطار والسيول. حماية الجماهير وحصلت شركة أرامكو السعودية على حق رعاية المشروع البالغة كلفته 532 مليون يورو، ورست مقاولة التشييد على شركة "بيسكس" البلجيكية التي تملك سجلا حافلاً في تنفيذ مثل هذه المشاريع العملاقة بما في ذلك إنشاء المدن الرياضية، إذ سبق لها أن أنشأت برج خليفة بمدينة دبي وحلبة السباق فيراري في أبوظبي أيضا وكذلك إستاد خليفة بالعاصمة القطرية الدوحة، فيما تولى الجانب المحلي السعودي شركة "المهيدب". أما تصميم المدينة الرياضية الجديدة بما فيها الملعب، فيعود لشركة "آروب" للاستشارات الهندسية العالمية التي تتخذ من المملكة المتحدة مقرا لها. يأخذ الملعب شكل الجوهرة المشرقة في سماء العروس وتتميز الواجهة الرئيسة بشكل هندسي مصنوع من ألواح معدنية على شكل ألماس، ويغطي الإستاد سقف معدني ملفوف بقماش أبيض لحماية الجماهير من أشعة الشمس الحارقة والأمطار. تفكير وتخطيط والجزء الداخلي منه مزود بإضاءة كافية للكاميرات التلفزيونية كي تقدم صورة عالية النقاء والجودة، مما يضفي على الواجهة الخارجية طابعاً مميزاً من شأنه توفير ظل متناثر على الرواق الداخلي للإستاد، وممرات الجماهير، والسماح بمرور الهواء إلى داخل الملعب. وكان المسؤول عن فرق العمل والتشييد في موقع بناء الإستاد، المهندس بول برايسلن صرح في وقت سابق لمجلة ''ستاديا'' الإنجليزية الشهيرة والمتخصصة في تتبع أخبار ملاعب وإستادات كرة القدم حول العالم، بقوله ''أمضينا وقتاً طويلاً في التفكير والتخطيط لبناء هذا الملعب، فكانت لدينا مسارات عدة نسير فيها، منها ضمان أعلى درجات الجودة والترفيه والتخطيط لراحة الحاضرين للإستاد، مع مراعاة أن يكون التصميم مزيجا بين الطراز الإسلامي التقليدي والبناء العصري الحديث دون إغفال الجوانب التقنية المتخصصة بالتحكم في أجواء الإستاد والتأقلم مع طقس مدينة جدة الحار الذي يميل للرطوبة بشكل دائم، وذلك عبر إنشاء فتحات للتهوية في ممرات المقاعد داخل الملعب واستخدام خاصية العزل الحراري للمقاعد''. أصبحت مدينة الملك عبدالله الرياضية، محفزا مهما في تطوير مستوى الرياضة والرياضيين في المملكة، وإستاد كرة القدم في مدينة الملك عبدالله الرياضية صمم ليزيد عروس البحر الأحمر جمالا وتألقا من خلال الواجهات الخارجية بأشكالها الهندسية الرائعة، والتي ينبثق عبرها شكل مميز محاط بالرمال الذهبية، ويصل زائر المدينة إلى مقعده عن طريق مسارات مكشوفة ومظللة لمشاهدة راقية مميزة وممتعة بحيث يستشعر المشجع روعة وجودة تصميم الملعب.