بينما استمر الوضع المضطرب في اليمن بعد سيطرة جماعة الحوثي المتمردة على العاصمة صنعاء وسط رفض شعبي، وفي ظل وجود الرئيس اليمني عبد ربه هادي منصور، ورئيس الحكومة خالد بحاح قيد الإقامة الجبرية، قالت مصادر إن هناك أنباء عن اتفاق على تشكيل مجلس رئاسي في اليمن برعاية المبعوث الأممي جمال بن عمر، ويتضمن الاتفاق استمرار حكومة خالد بحاح بتصريف الأعمال ريثما يتم تشكيل حكومة الإنقاذ الوطني. وكان ابن عمر التقى قادة الحوثيين في صنعاء، وأطلع مجلس الأمن بواسطة دائرة تلفزيونية مغلقة من صنعاء على المستجدات. وأكد ابن عمر لمجلس الأمن أن اليمن على الحافة، حيث يُحكِم الحوثيون السيطرة على صنعاء، وفقا لديبلوماسيين شاركوا في الجلسة. وأضاف أن هادي ورئيس حكومته هما عمليا قيد الإقامة الجبرية، وأن العنف ربما يندلع في أي لحظة، مستطردا بالقول "إن اتفاق تقاسم السلطة ممكن"، وذلك بحسب عدد من الديبلوماسيين. في سياق متصل، أكدت الدول العشر الراعية للمبادرة الخليجية باليمن رفضها لاستخدام العنف بغرض تحقيق أهداف سياسية أو إسقاط المؤسسات الشرعية في البلاد. وعبر بيان مشترك أصدره سفراء الدول العشر وسفراء ألمانيا واليابان وهولندا وإسبانيا بصنعاء أمس، عن القلق العميق إزاء التطورات الأخيرة في اليمن، وقال "لقد استقال الرئيس اليمني وحكومته كردة فعل للضغوط التي تعرضوا لها ممن يسعون إلى حرف العملية الانتقالية عن مسارها". وقال "ينبغي أن يكون من أوصلوا البلاد خلال الأسابيع الماضية إلى هذا الوضع في إشارة للحوثيين، مسؤولين أمام الشعب اليمني الذي يعيش أكثر من نصفه دون مستوى خط الفقر، وسيكون أكبر المتضررين بسبب الأحداث الأخيرة"، داعيا جميع الأطراف إلى الابتعاد عن العنف، والعمل السلمي معا نحو مستقبل أكثر إشراقا لليمن. وكانت اليمن شهد مظاهرات احتجاجية خلال الأيام الماضية، ضد سيطرة الحوثيين على العاصمة فيما قابلت الجماعة هذه التظاهرات بأعمال عنف تجاه المتظاهرين، وقال بعض النشطاء قرب جامعة صنعاء "إن سيطرة الحوثيين ربما تدمر الدولة اليمنية وتبدد آمالهم في الانتقال إلى الديموقراطية، مؤكدين مواصلتهم النزول للشوارع كل يوم إلى أن يتم جلاء الحوثيين عن العاصمة. إلى ذلك، أعلن الوسيط حسام الشربجي أمس، أن الميليشيات الحوثية أطلقت سراح مدير مكتب الرئيس اليمني أحمد عوض بن مبارك، الذي خطف قبل عشرة أيام. وأوضح الوسيط أن الميليشيات الحوثية سلمت مدير مكتب الرئيس اليمني إلى لجنة كانت تفاوض لإطلاق سراحه، التي سلمته بدورها إلى مسؤول قبلي من محافظة شبوة التي يتحدر منها بن مبارك. من ناحية ثانية، قال مسؤولون أول من أمس، إن طائرة بدون طيار تابعة لوكالة المخابرات المركزية الأميركية نفذت هجوما على سيارة في اليمن أدى إلى مقتل ثلاثة رجال يعتقد أنهم متشددون ينتمون إلى تنظيم القاعدة في مؤشر على أن العمليات الأمنية الأميركية مستمرة رغم الأزمة السياسية في البلد المضطرب. إلى ذلك، ذكر المركز الأميركي لمراقبة المواقع الإلكترونية (سايت) أن تنظيم القاعدة نشر تقريرا فصليا أكد فيه أنه شن 204 عمليات في اليمن وهجوما في فرنسا على صحيفة شارلي إيبدو الأسبوعية. ونشر التنظيم هذا التقرير الذي يحتوي على إحصاءات عن عمليات بين 25 أكتوبر الماضي، و20 يناير الجاري، ويتحدث عن 204 عمليات في 11 محافظة في اليمن و"هجوم باريس" في إشارة إلى الهجوم الذي نفذه الأخوان كواشي على شارلي إيبدو، وأسفر عن مقتل 12 شخصا.