إقبال كبير شهدته النسخة الثانية من مهرجان جدة التاريخية "كنا كدا"، بلغ معه عدد الزوار حتى يوم أمس نحو 300 ألف زائر من مختلف مناطق المملكة، وأشاد كثير من الزوار بتنظيم وتخطيط المهرجان الذي يشهد انسيابية في دخولهم وخروجهم من خلال مساراته الأربعة، ووجود المتطوعين الذين يرشدون الزوار للمواقع التاريخية التي يقصدونها والإجابة عن جميع الاستفسارات. زوار المهرجان أبدوا تفاعلاً كبيرا مع ما يقدم في المهرجان حيث أشار أحمد القحطاني من سكان الباحة إلى تنظيم وتخصيص المسارات للدخول والخروج لمشاهدات تاريخ وتراث المملكة، وأضاف أن توظيف البيوت القديمة في المنطقة بطريقه إبداعية يشد الانتباه وكذلك العروض المقدمة من قبل المشاركين يجعل الزائر يعيش أجواء مشبعة بالتراث الأصيل. من جهته يرى صالح العساف من سكان الرياض أن إقامة المهرجان في الإجازة يناسب الجميع، وسرته رؤية التراث الشعبي القديم والعروض الشعبية والدكاكين التي تميزت بعرض الملابس التراثية وما يقدم في البسطات من أكلات قديمة ومشروبات جعلت الزائرين يتمتعون بمذاق الأكلات الشعبية والقهوة العربية. ومن أشهر البيوت المشاركة في المهرجان البيت الحجازي في حارة المظلوم الذي نال إعجاب الزوار بتصميمه التقليدي الذي دلَّ على خصوصية فنون العمارة الذي جمع بين التراث الحجازي وفن العمارة الإسلامية، ويقول المشرف على البيت الحجازي همام صادق كانت بيوت أهل الحجاز في أول القرن الرابع عشر الهجري تبنى بالحجر ويعرف بالحجر الشبكي، واتخذت تسمية البيت الحجازي من منطقة الحجاز التي كانت منازلها تمتاز بهذا النوع من العمران، وبين أن المهرجان منح الأجيال الجديدة فرصة مشاهدة ما كان عليه الآباء والأجداد وعاداتهم وتقاليدهم، وجمالية بناء البيت الحجازي وروعة زخرفته وعمارته. وأضاف أن أكثر ما يميز البيت الحجازي نوافذه الخشبية التي تسمى بالروشان وهي التغطية الخشبية البارزة للنوافذ والفتحات الخارجية التي تصنع من الخشب الفاخر، والنقوش الإسلامية والألوان الترابية الهادئة، كما نجد في النوافذ تفاوتا وتعرجات مهمة جداً لعملية التهوية، ولفت إلى أن الروشان انتشر أيضاً في بعض المدن السعودية خاصة جدة التاريخية، حيث إن ميزة الروشان أنه يحقق الخصوصية لداخل المبنى وذلك لأن الروشان تسمح بفرصة الرؤية للخارج ولا تسمح للمارة بالرؤية لداخل المبنى بسبب الفتحات الصغيرة بين أجزاء الخشب الموجود فيه، ولأن نسبة الإضاءة في الداخل أقل منها في الخارج كما هو الحال في المشربيات، كما أن الروشان تعمل على عزل المبنى حرارياً عن الخارج حيث إن الخشب من طبيعته العزل فيتم الحد دون وصول أشعة الشمس الحارقة إلى المبنى.