يتربع البيت الحجازي في وسط مهرجان جدة التاريخية "كنا كدا " في نسخته الثانية في حارة مظلوم الشهيرة ويتميز بالخصوصية بين فنون العمارة وتحفة معمارية تجمع بين التراث الحجازي وفن العمارة الإسلامي. وكانت بيوت أهل الحجاز في أول القرن الرابع عشر الهجري تسمى بالبيت الحجازي واتخذت تسميتها من منطقة الحجاز التي كانت منازلها تبنى بالحجر الشبكي الذي تمتاز بهذا النوع من العمران. ويمنح مهرجان جدة التاريخية الزائرين لفعالياته فرصة مشاهدة ما كان عليه الآباء والأجداد من حياة مجتمعية وعادات وتقاليد جعلت من البيت الحجازي فيه الكثير من الجمال في بنائه وزخرفته وعمارته. وتبرز في واجهة البيت الحجازي نوافذه الخشبية التي تسمى ب "الروشان" وهي التغطية الخشبية البارزة للنوافذ والفتحات الخارجية التي تصنع من الخشب الفاخر، والنقوش الإسلامية والألوان الترابية الهادئة، وتعرجات مهمة جداً لعملية التهوية. وانتشر "الروشان" في بعض المدن في المملكة خاصة جدة التاريخية ، وكان يحقق الخصوصية لداخل المبنى وتعمل كذلك على عزل المبنى حرارياً عن الخارج حيث إن الخشب بطبيعته العزل فيتم الحد دون وصول أشعة الشمس الحارقة للمبنى. وأول ما يجده الزائر للبيت الحجازي " الدهليز " وهو على شكل غرفة أو صالون مفروش بالرمل وفي البيوت الصغيرة يوضع فيه كرسيانمن الخشب وهنا يستقبل صاحب البيت الضيوف، ويبدو هذا الدهليز ضخماً وفارهاً وتفرش الغرف الجانبية للدهليز بالسجاد على جوانب الحائط . ويتزين البيت الحجازي بالمفارش والمساند المكسوة بالقطيفة وكذلك بجانبها المقاعد الخشبية وفيه يتم استقبال الضيوف وبجواره حُجر صغيرة تستخدم كمكتب أو غرف للضيوف أو لطعامهم، ثم توجد البركة وهي عبارة عن خزان ماء يتسع لمئات القرب من المياه للاستخدام المنزلي. ويوجد في الطابق العلوي من المنزل غرف النوم والمطبخ وغرف الغسيل والمبيت "وهو ملحق فوق السطح " وغيرها حيث يتصل الطابق العلوي مع الأرضي بسلم أو مايعرف بالدرج. ويُجمل المنزل من الداخل بالأقواس والفسيفساء والنقوش التي تجعل منه تحفة فنية رائعة من الداخل والخارج.